للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والثقافة الغربية الجديدة وفتحت آفاق جديدة للبحث وقال بعضهم معلقا ان منهج البحث يختلف عن منهج الأزهر فلم يقل المؤلف في أول دروسه "قال المؤلف رحمه الله" ولم ترد كلمات الفنقلة ولا الحواشى والمتون.

وقد جرت محاولات كثيرة للقضاء على الجامعة وحاول الاستعمار تحويلها إلى كلية اداب شرقية بدلا من جامعة كاملة. وحاول رجال الارساليات البروتستانت والانجليز رد العاملين والتدخل، واتهام المشروع بالعقم خلال عامين متتابعين ١٩٠٧ - ١٩٠٨ ووصفت الجامعة بانها "كابوس بريطانيا العظمى" ثم انتصرت الجامعة على ازماتها وحصلت على اعانات من وزارة الأوقاف.

وقد تلقت من المتاحف والمعاهد الأدبية المختلفة كتبا وهدايا ومجموعات نادرة من الأحجار الجيولوجية والقطع الأثرية كما وهبت اليها مكتبات متعددة من أعلام الفكر في مصر.

٢ - صور قاسم أمين (أهرام ١٨ أبريل ١٩٠٨) الهدف من الجامعة فقال "لا يمكننا أن نكتفى الان بأن يكون طلب العلم في مصر وسيلة لمزاولة صناعة أو الالتحاق بوظيفة، بل نطمع أن نرى بين أبناء وطننا طائفة تطلب العلم حبا للحقيقة وشوقا لاكتشاف المجهول. فئة يكون مبدؤها التعليم للتعليم. ان طائفة المتعلمين في مصر وهم متخرجوا المدارس العالمية يعملون على مبدأ "أكسب كثيرا وانفق قليلا" ولا تجد منهم العاقل المحب لعلمه أو فنه أو العاشق الذي يملك شهوة العمل قلبه):

وقال على الشمسى: ان الجامعة ستبنى ملكات حب العلم والتعمق فيه وحب البحث العلمى لتخرج فيه مصر طوائف من العلماء والباحثين المتحرزين لطلب الحقائق العلمية والفنية، وذلك حتى تحمل مصر قسطها في بناء الحضارة العالمية تشارك جماعة الأمم في العمل على تقدم المدنية وترقية الانسانية.

٣ - رسم قرار انشاء الجامعة هدفها "ترقية مدارك المصريين وأخلاقهم وذلك بنشر الآداب والعلوم" ومن اخص الوسائل التي تتخذها لتحقيق غاياتها وسيلة البعثات (١) ترتيب تدريس مماثل للحاصل في المدارس الجامعية بأوربا (٢) تنظيم محاضرات يلقيها اكابر رجال العلم والآداب (٣) منح جوائز لأصحاب المؤلفات العلمية والأدبية باللغة العربية.

***

[الغزو في ظل الجامعة الرسمية]

ثم تحولت إلى جامعة رسمية في ١١ مارس ١٩٢٥ وعين لطفى السيد أول مدير للجامعة بعد أن اصبحت تابعة للدولة. وبدأت بكليات أربع: الحقوق والآداب والعلوم والطب. وكان عدد طلبتها عام ١٩٢٥ - ٢٠٢٧ طالبا ودخلت الفتاة الجامعة لأول مرة ١٩٢٩.

وترى الأهرام: أن سلطات الاحتلال البريطانى سمحت بأن تضم الجامعة المصرية إلى الحكومة خوفا من نفوذ الارساليات الأمريكية. فقد لاحظت اللجنة التي شكلت لذلك وغالبيتها من الانجليز أن الارسالية الأمريكية جمعت تبرعات ضخمة في أمريكا لانشاء جامعة أمريكية في القاهرة على غرار جامعة بيروت وقد بدأت الدراسة الثانوية بها أكتوبر ١٩٢٠ (ومما يذكر الارساليات الأمريكية قدمت مصر ١٨٦٥ حيث أنشاء الكلية الأمريكية في أسيوط وأول مدرسة للبنات).

وقد كانت أولى الطلبات بالجامعة سهير القلماوى ونعيمة الايوبى وفاطمة سالم.

ولقد واجهت الجامعة منذ اليوم الأول معارك الغزو الثقافي والصراع بين مستشرقى فرنسا ومستشرقى انجلترا.

وكانت أولى معاركها حول استقدام المبشرين الذين يلبسون ثياب المستشرقين حيث يكلفون بالقاء دروس عن اللغة العربية والإسلام والقرآن وكان موضع الاعتراض أن هذه العلوم لا تحتاج إلى أساتذة أجانب يكلفون الدولة مبالغ طائلة ليحدثوا الطلاب عن علوم يوجد من يبرع فيها ويفوق المستشرقين من أساتذة الأزهر وعلمائه.

وقد دافع طه حسين عن استقدام المسيو كازانوفا وقال: "أريد أن يعلم الناس انى سمعت هذا الأستاذ يفسر القرآن الكريم تفسيرا لغويا خالصا فتمنيت لو أتيح لمناهجه أن تتجاوز باب الرواق العباسى ولو خلسة ليستطيع علماء الأزهر الشريف أن يدرسوا على طريقة جديدة نصوص القرآن الكريم من الوجهة اللغوية الخالصة على نحو مفيد حقا" ...

ورد محمود ابو العيون (٤ سبتمبر ١٩٢٣ - الأهرام) فهاجم هذا الاتجاه وقال ان كازانوفا وضع كتابا في تخطيط مدرسة الفسطاط ولكن هل وضع كتابا في فقه

<<  <   >  >>