للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أفريقيا وتحبيذ اللهجات العامة حتى لا يفهم المسلمون قرآنهم ويمكن التغلب على عواطفهم" ويقول سيكارو أن الإسلام في روحه الماضية قوة مخالفة لاحتياجاتنا ورغباتنا ونزعاتنا. وأن من مصلحتنا التقليل منه بين الشعوب الخاضعة لسلطتنا".

قال: وفي زيارتى لأوربا علمت أن الأوربيين يربون طائفة من العلماء على كراهية الإسلام واحتقار الشعوب الإسلامية. وأن المستشرقين جماعة يربون تربية استعمارية- ليعملوا في المستعمرات- على أسلوب يحذرهم من العطف على الشرق أو الميل للإسلام.

وقال: أما عن مواضع دسائس المستشرقين فهم يتكلمون في التاريخ الإسلامي بروح المؤرخ أما عن سيدنا محمد (ص) وعن الإسلام وعن القرآن فهم يتكلمون بروح المنفر الذي يخيف الناس من الإسلام وبروح المتحامل الذي يكيل الشتائم من غير وزن.

وقال أن من طريقة "فتسك" في البحث التوصل إلى الآيات التي تتناسب مع الرأى الذي يفترضه فاذا وجد آية لدخص رأيه حذفها حذفا وأنكرها انكارا حتى يخرج بالنتيجة التي تزرع الشك في فؤاد من يطلع على أقواله من غير تمحيص. وقال أنهم تنقصهمم في مباحثهم عن الإسلام: "الروح العلمية". ولهم في الاستقصاء طريقة لا تشرف العلم. وهى أنهم يفرضون فرضا ثم يلتمسون أسبابه، فاذا وجدوا في القرآن آيات تتناسب في معانيها مع فرضهم اقتبسوها، واذا وجدوا آيات لا تتناسب مع أغراضهم تجاهلوها، وقالوا أنها غير موجودة في القرآن- وقال أننا اذا ما خلعنا عنهم تلك الزخارف البراقة من الوهم الذي أحاطوا به أنفسهم لظهروا قوما ضعافا في العلم لهم في الإسلام مآرب سيئة" ا. هـ.

***

[المستشرقون والإسلام للدكتور الهراوي]

وحاول زكى مبارك الدفاع عن المستشرقين فأثبت كل ما وجه اليه من تهم (الهلال ص ٣٢٥ م ٤٢) قالوا: أن المستشرقين طلائع الاستعمار وهذا صحيح. على أن المستشرقين لا يستطيعون أن يقضوا أعمارهم جميعا وهم أدوات استعمارية فبعضهم تغلب عليه النزعة العلمية وتضعف النزعة الاستعمارية، ومن دلائل ذلك انكباب كثير من المستشرقين على مسائل نظرية بحتى لا تقدم ولا تؤخر في خدمة الاستعمار وقالوا: وللمستشرقين أغلاط: وهذا صحيح فان كبار المستشرقين لهم أغلاط مضحكة في فهم المعانى الشعرية.

وقال زكى مبارك "وللمستشرقين اخطاء في شرح قواعد الإسلام وهذا صحيح فلكثير منهم فصول لا تجمل بالعلماء. وخاصة حين يتحدثون عن حياة الرسول. ولهم نظرات إلى حياته المنزلية والاجتماعية والتشريعية تدل على أن فريقا منهم يخدم بعض الهيئات الدينية".

وقد سبقونا إلى الدراسات الأدبية والإسلامية بنحو ثلاثة قرون. والباحث الجاد في مصر والشرق لا يستطيع الفرار من بحوثهم: وليس لدى ما يمنع من الاعتراف بأن أثر المستشرقين أبقى في ذهنى وأوضح. ومن الفصيحة أن أشير بتاثير خطوات المستشرقين في غير زيغ ولا ضلال. ولا ننسى أن المستشرقين ناس لهم مطامع ولهم أهواء. وأكثرهم لا يتصل في بلده بغير وزارة المستعمرات وأنا لا أهون من أغلال المستشرقين ولا أدعو إلى متابعتهم في غير بصيرة ولا رواية".

وقال الدكتور هيكل (حياة محمد ص ٦١) أنهم متأثرون بالنصرانية الأدبية تأثرا يجعل أكثرهم ينظرون إلى الأديان نظرة تملؤها الريبة. وتجعل الأقلية المستمسكين بمسيحيتهم يتأثرون بما كان بين المسيحية والعلم من نضال فيخضعون في بحوثهم الإسلامية لمثل ما خضع له أمثالهم في بحوثهم المسيحية أو بحوثهم الدينية بوجه عام .. وقال "أن الخطأ يتسرب إلى بحوث المستشرقين: لعدم الدقة في ادراك أسرار اللغة العربية تارة ولما يشوب نفوس طائفة من هؤلاء العلماء من الحرص على هدم مقدرات دين من الأديان أو على هدم مقررات الأديان جميعا. ومن الأدلة على تأثر بعض المستشرقين بحرصهم على هدم المؤثرات الدينية واسرافهم في ذلك ما تدل عليه مباحثهم من أن القرآن ليس وثيقة تاريخية لا محل للريبة فيها، وأن تجنيهم على الإسلام لم يمليه الا الحقد. وأن دراساتهم لم تمكنهم من ادراك روح الإسلام وأساس حضارته".

ويضيف نجيب العتيقى (فى كتابه "المستشرقون ص ١٩٧) كيف ساعد المستشرقون ملوكهم وولاتهم في استيلائهم على الشرق وعن طريقهم درسوا كل ما في الشرق: عقليته وكتبه وأديانه وعقائده وتاريخه ولغاته مقدمة لغزوه- وبذلك تمكنوا من فرض ثقفاتهم ولغاتهم فما بقى في الشرق اليوم زاوية الا ولغة غربية تعلم رسميا فيها إلى جانب لغاته "ومن أجل ذلك احسن ملوك الغرب

<<  <   >  >>