ووصف إبراهيم الغربى: هذا الرجل "اذا شئت أن تقول بحق-هذا الشيطان، بأنه أشنع منظر تراه في مصر وقال "وانى أعتقد انه الرجل الوحيد من نوعه في العالم الذي يعلن عن مهنته صراحة وله ميزة تميزه عن زملائه فانه شرهم"
"فقلما تجد بين هؤلاء السياح من يغادر أرض الفراعنة قبل أن يرى إبراهيم الغربى. وجدنا منزل إبراهيم الغربي منارا بالأضواء الكثيرة ووجدنا القاصرات المرخص لهن جالسات في مدخله، كان إبراهيم الغربي بينهم مرتديا ملابس امرأة ملونا وجهه كما تفعل النساء رغم سواده. له جلد أسود لامع وعينان واسعتان يضع على رأسه طوقا من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة وتجد ذراعيه عاريتين إلى الكتف وبهما من الأساور الذهبية الثمينة عدد كبير، وقد أحصيت ما تحمله الذراع الواحدة منها فوجدت أنها أكثر من أربعة عشر صنفا من الأساور، وكان حول رقبته عقد من الذهب، ويحمل في أصابعه خواتم عديدة ويضع في رجليه خلخالا من الذهب ويلبس على جسمه ملابس مزركشة بالذهب والفضة والترتر مما يعكس الضوء فيبهر الأبصار، انهم ينظرون اليه هناك كمل لو كان شيئا خارقا للطبيعة، أو كمل لو كان شخصا مقدسا، وسعيد هو الذي أتيحت له الفرصة أن يلمس جسمه وكثير من الوطنيين يجزمون بأنه اذا غضب على كائن من كان فجزاؤه الموت، وعندى أنه يجب ضرب هذا المخلوق بالكرباج في ميدان عام وأمام الجمهور يقولون أنه ذو ثروة طائلة ونفوذ واسع. وقيل لى أنه نظرا لنفوذه عرض أسمه على الخديو السابق من أجل أن ينعم عليه برتبة البكوية ... ولم يتوقف "أبو العيون" عن الدعوة إلى الغاء البغاء ألا بعد أن انبرت جريدة السياسة تقاومه وتسخر به، هنالك توقفت الأهرام عن نشر مقالاته، بعد أن كشف الستار عن فضائح هذه الجريمة وكشف عن شرور البغاء وحمل على الحكومة حملة منكرة.
ولم يلبث أن أرسل إلى البرلمان في أول جلسة من جلساته برقية يطالب بالغاء البغاء الرسمى، وقام بمحاولة ضخمة حين مر على وزراء الدولة وعظماء البلاد وكتابها المصلحين يستكتبهم رأيهم في البغاء، هنالك ازدادت حملة الصحف التغريبية عليه وقاومت دعوته بالشتم والمنابذة ونشرت له المجلات صورا كاريكاتورية قاسية.
ووصفوه "بأنه مأجور وصنيعة ومشعوذ ودجال".
ثم لم يلبث أن عاود الحملة في يوليو ١٩٣٣ مستأنفا الدعوة إلى محاربة البغاء بالدعوة إلى مطاردة محترفيه وازاله مواخيره وهدم أسواقه النافقة في العواصم والأمصار.
ووصف البغاء بأنه "احتراف امرأة تبذل أعضاء جسمها للرجل في مقابل أجر معين. والإسلام دين الدولة الرسمى يحرمه ويعاقب عليه، والأديان كلها تضافرت على تحريمه. وقد راعى الشارع في ذلك صيانة المجتمع من الشرور والمفاسد التي تتنافى مع الآداب والأخلاق والصحة ونظام الأمن".
وبين أن أبلغ اباحة البغاء امتهانه لكرامة فريق من بنى الانسان، وورد ما ورد في تقرير عصبة الأمم سنة ١٩٢٧ عن تجارة الرقيق من أن مصر أصبحت ميدانا حيويا ومركزا هاما من المراكز الدولية.
وصور كيف أن الترخيص بالبغاء السرى سهل على الشباب الاستمتاع بالمرأة من غير زواج، ودعا إلى سن قانون للزواج في سن معينة وتعليم الدين اجباريا في المدارس ومكافحة الأمراض السرية ودعا إلى الغاء البغاء دفعة واحدة.
وكانت الحكومة قد اتخذت قرارا عام ١٩٣٢ لبحث موضوع البغاء وجرى اتصال اللجنة التي كونها الدكتور محمد شاهين وزير الصحة بمختلف الهيئات والطبقات للوقوف على وجهة نظرها وقد ظلت هذه اللجنة معطلة حتى عام ١٩٤١ عندما أعلنت توصيتها بالغاء البغاء الرسمى ولم يتم ذلك الا بعد عام ١٩٤٦.
***
[تحريم المسكرات]
ودارت معركة أخرى لمحاربة المسكرات قادها الدكتور أحمد علوش وحمل لواء الحرب في سبيل ذلك أمدا طويلا عن طريق الصحافة والخطابة والنشرات وقد ورد في رسائله أن نسبة مدمنى الخمر من المصريين لم تكن تزيد قبل الاحتلال البريطانى على ٧ أو ٨ في المائة، ونعى على الحكومة الترخيص بفتح محلات لبيع الخمور وطالب بتحريم الخمر صنعا وبيعا وشراءا واستعمالا.
وبين كيف كانت المسكرات سببا في أزدياد الجرائم