للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[اللغة العربية]

حوربت "اللغة العربية" كجزء من خطة الققضاء على الوحدة العربية وقطع الصلة بين الماضى والحاضر، وقد أشار اللورد دوفرين في تقريره (١٨٨٢) إلى خطر اللغة العربية في التعليم في مصر.

فقال "أن الأمل في نجاح تهذيب العامة في مصر لا يزال ضعيفا ما دام الصبيان لا يتعلمون اللغة بدلا من تعلمهم لغة القرآن الشريف كما يفعلون الآن، فان نسبة العامة إلى الفصحى في اللغة العربية هى كنسبة اللغة الايطالية الحديثة إلى اللغة اللاتينية القديمة".

وقد كان هذا بدء حملة ضخمة على اللغة الفصحى فقد جرت تعليمات الاستعمار باغفال أمرها في المخاطبات ووضع التقارير وتأليف اللوائح والقوانين. وبدأت خطة ادخال اللغة الانجليزية في المدرسة الابتدائية وجعلت لسان التعلم في علمى الانشاء والجغرافيا ثم دخلت التعليم الثانوى وجعلت لسان التعليم في علوم الطبيعة والتاريخ والجغرافيا.

ومما يذكر أن اللغة العربية كانت لغة التعليم في مدرسة الطب حتى أغارت عليها اللغة الانجليزية.

وقد كانت حجة المستشرقين والمبشرين في الهجوم على اللغة العربية أنها لغة الخاصة وأنه لابد لنشر التعليم بين جميع طبقات الشعب من اللغة المحكية (العامية) وهى حجة واهية لم تجد لها مبررا وقد فشلت هذه الخطة وقضى عليها قضاءا تاما.

وقد اضطهد دناوب مدرسى اللغة العربية في وزارة المعارف وكان هو ورجاله يزدرون لابسى العمائم ويعملون على النيل منهم.

***

[البعثات]

وكما عمدت بريطانيا إلى أيقاف البعثات ايقافا نهائيا فلما اذنت بعد ذلك بايفاد بعثات وجهت ٩٠ في المائة منها إلى بريطانيا.

وقد أعلن تصريح في مجلس العموم البريطانى (٨ مارس ١٩٠٧) عن البعثات والتعلم جاء فيه "لقدمكثنا في مصر مدة ربع قرن وصلنا بالمصريين إلى الانحطاط في التعلم وكان لهم بعثة علمية ينتخبونها من نجباء طلبتهم، أما نحن فقد ألغينا هذه البعثة واستبدلاناها بلا شئ".

وقد كانت البعثات ١٩١٧ لا يزيد عن ٢٥ طالبا يتلقون العلم في انجلترا ثم زادت سنة ١٩٢٠ أى ٣١ طالبا

***

[المدارس الأجنبية]

وقد حرص الاستعمار البريطانى على تعديد ألوان الثقافات لتمزيق جبهة الثقافة والفكر الإسلامي والقضاء على وحدته، فأذن لعشرات من الارساليات بانشاء المدارس وقد كانت هذه المدارس حرة في دراساتها وغير مشرف عليها، خاضعة لسطان الامتيازات الأجنبية، وكانت هى أوكار التبشير والعدوان على الإسلام واللغة العربية والقومية وكل مقوماتنا وأمجادنا. وقد استهوت هذه المدارس الطبقات الأرستقراطية على حد تعبير محمد العشماوى (يناير ١٩٣٩ - مجلة الحديث) بحسن قيامها على اللغة الأجنبية الأساسيةلها وقد كان نجاحها قائما على أنقاض اللغة العربية.

وقد كان من الأعاجيب أن كتب التاريخ العربي والإسلامي قد وضعها مبشرون مليئة بالسموم والأكاذيب وأن قام أمثال الخواجة ميشيل والخواجة توما - على حد تعبير (الرسالة - ١٧ ديسمبر ١٩٤٥) على تدريس سيرة النبى وأبى بكر وعمر. وقد بلغ الأمر أن ذهب أبناء العرب إلى أوربا ليتعلموا "اللغة العربية" لغتهم، على المسيو مارسيه في باريس " كأنما باريس هى بادية البصرة وكأن مارسيه من فصحاء بنى عقيل أو كأنه

<<  <   >  >>