وقال ان إسماعيل باشا اعظم من مصطفى كامل لانه سبق إلى اتخاذ قانون نابليون كما اعتبره زعيم المجددين.
***
[المتعصب والتسامح بين الإسلام والمسيحية]
والكاتب (فرح انطوت) نموذج لهؤلاء الكتاب في اتهاماته للإسلام بالتعصب والمسيحية بالتسامح (الجامعة -يوليه ١٩٠٢) قال:
"اى كان اكثر تسامحا واقل تعصبا فما يختص بالعلم والعلماء: الدين المسيحى ام الدين الإسلامي فمنهم من يرى ان الدين المسيحى كان اكثر تسامحا من الدين الإسلامي لان بعض علماء النصرائية وكتابها قالوا فيها اقوالا في منتهى التطرف والغلو والتحامل ومع ذلك لم يضرهم شئ، ويرد عليهم اخرون يقولون ان الدين الإسلامي ك اكثر تسامحا من الدين المسيحى فانكم هل رايتم في تاريخ الدين الإسلامي علماء يحرقون وهم على تبد الحياة لانهم انكروا ما انكروه كما جرى في ديوان التفتيش في اسبانيا، كلا.
اننا نرى ان السلطة المدنية في الإسلام مقرونة بالسلطة الدينية بحكم الشرعة لان الحاكم العام هو الحاكم وخليفة معا. وبناء على ذلك يكون في هذه الطريقة اصعب منها في الطريقة المسيحية، فان الديانة المسيحية فصلت بين السلطتين فصلا بديعا مهد للعالم سبيل الحضارة الحقيقية والتمدن الحقيقي: وذلك بكلمة واحدة: اعطوا ما لقيصر وما لله لله.
ثم ان العلم والفلسفة قد تمكنا إلى الابد من التغلب على الاضطهاد المسيحى ولذلك نما غرسهما في تربة اوربا واينع ثمر التمدن الحديث ولكنهما لم يتمكنا من التغلب على الاضطهاد الإسلامي" ا. هـ.
***
[رد محمد عبده]
"انى اعمل في الجوانب بما يلاقى هذين الحكمين اجمالا: اما الاول فان كان الانجيل فصل بين السلطتين بكلمة واحدة فالقرآن قد اطلق القيد من كل راى بكلمتين كبيرتين لا كلمة واحدة "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغى".
اما الثانى: فاسال الجامعة في جوابه: اين الاضطهاد الواقع على العلماء اليوم عند المسلمين واين اولئك العلماء المضطهدون. واريد بالعلماء اولئك الذين يساوون من ذكرتهم من فولتير وديدرو ورثو وامثالهم.
فاذا ارادت- أي: مجلة الجامعة- شاهدا على حال المسيحية والعلم فلتمر بنظرها اليوم على اسبانيا ولتقف برهة من الزمان لتحكم. يمكنها ان تعد من طلبة العلوم المسلمين مئين من مدارس المسيحيين من جوزيت وقرير وامريكان. فهل يمكننى ان اجد طالبا واحدا مسيحيا في مدرسة دينية إسلامية يباح الدخول فيها لكل طالب علم من أي: مله، لا نجد الا قليلا منهم في مدارس الحكومة، فهل سمع ان والدا اضطهد لانه بعث بولده إلى مدرسة مسيحية يديرها فسوس مسيحيون، الا يعد هذا من تسامح الإسلام مع العلم اليوم.
ومثله اشتراك المسلم في الجرائد المسيحية وعدم اشتراك النصارى في الجرائد الإسلامية الا نادرا.
ولا يجوز في شريعة الانصاف ان يذكر المسلمون في جانب جمهور المسيحيين اذا ذكر الغلو في التعصب الدينى فضلا عن ان يقال ان المسلمين اصد افراطا فيه، وما طالب الحقيقة الا ان يسبح يفكر، في مثل المستعمرات الهولندية في الشرق ومملكة الترنسال قبل سقوطها وبلاد الناتال في الجنوب ثم يرجع إلى الجزائر وما يليها من جهة الغرب ليعلم كيف تكون الشدة في المعاملة مع غير اهل المذاهب المسيحية وكيف يبلغ التعصب من اهله حدا تنظر اليهم فيه الانسانية شررا. ولا تقبل لهم فيه المدينة عذرا.
***
[الفكر العربي بين الغينية والسطحية]
وكتب إسماعيل مظهر في المقتطف (١ فبراير ١٩٢٦) يهاجم الفكر العربي ويرميه بالغيبية والتحلل والسطحية قال: اذا نظرت فيما اثار التخلخل والتشعب. ما هو جدير بان يبرز في عصر عكف فيه الفكر على طريقة الشك الغربي ولم يعدها إلى طريقة التحليل