وقد مرت حركة تحرير المرأة في مراحل متعددة: التعليم والسفور والمساواة والاختلاط والعمل وتنوعت حقوقها بين حقوق المجتمع والزواج والطلاق والحقوق السياسية.
[معركة التعليم]
وكانت الدعوة إلى تعليم المرأة أولى خطوات حركة تحرير المرأة وقد قطعت المرأة هذه المرحلة بخطا واسعة وحققت فيها نجاحا واضحا.
وقد اتسعت حركة التعليم النسوى في مصر عام ١٩٢٤ حيث تم أنشاء أول مدرسة ثانوية، ودخلت الفتاة الجامعة عام ١٩٢٨ فتخرجت خمس فتيات عام ١٩٣٣ منهن: نعيمة الأيوبى وسهير القلماوى.
وسافر عدد من الفتيات إلى الخارج وكان عدد الفتيات اللائى يتعلمن في ذلك العام أكثر من ٥٠ ألف فتاة.
غير أن الاستعمار كان حريصا على أن لا يحقق تعليم الفتاة الهدف منه ووصف هذا التعليم (١٦ نوفمبر عام ١٩٣١ - الأهرام- شهدى الشافعى) بانه تعليم ناقص مبتور لا تجنى منه الفتاة الا غرورا وزهورا، وانه فشل فشلا تاما في تحقيق الغرض منه "وهو اخراج زوجة صالحة تستطيع أن تدير شئون منزلها وتربى اطفالها" وقد وصف الكاتب فتاة اليوم: بأنها أيا كان نصيبها من التعليم تحتقر كل من يتصل بالشئون المنزلية وترى انه لا يليق بها أن تقوم بما يقوم به الخدم.
وطالبت حنيفة حفنى ناصف (الصحف ٢٨/ ١/٣٠) الفتيات بالاستزادة من تعليم لغة البلاد وتاريخها والعمل لها وفتح الباب أمام من تظهر نبوغا للتبحر في العلم.
ونعت (أسمت بدوى) على تعليم المرأة وقالت أنه لا يؤدى الا إلى تعليم القشور دون اللب والعرض دون الجوهر. وقالت أن نظام التعليم من الفساد بحيث لا تفهم الفتاة قيمة ما تدرسه لتمتحن فيه آخر العام، حى اذا فارقت المدرسة فارقت ما درسته فيها طوال مدة التعليم التي لا تتفق مع قصر وقت الفتاة الطبيعى مما يضطرها لطول المدة إلى ترك المدرسة، قبل أن تستفيد شيئا ينفعها في حياتها الاجتماعية وقالت"أسماء فهمى" أن ما يوجد في المجتمع المصري من نقائض كالتفكك وضعف البنيان القومى وعدم الثقة بالنفس والغير وتضحية المصلحة العامة في سبيل الاغراض الشخصية، أنما هو نتيجة لنقص تربيتنا القومية في كل من المدرسة والمنزل، وقالت أن من عوامل النقص هذه تلك المكانة التي يستمتع بها الأجنبى بيننا في لغته وعاداته التي لها كل احترام وبضاعته التي لها الرواج التام. وأنه لمن المؤلم أن يعيش الأجنبى بيننا السنوات الطوال دون أن يفكر في معرفة لغتنا.
وجرى البحث حول أنشاء كلية للبنات في الأزهر ودعا اليها محمود أبو العينين وقال أن تعليم المرأة الدين واجب محتوم. وأن المرأة المصرية تعانى أشد أزمة في حياتها الخلقية وان خير علاج لذلك هو تعليم المرأة دينها ونعى على وزارة المعارف عجزها عن تعليم المرأة أمر دينها.
***
[٢ - معركة السفور]
وكانت معركة"السفور" أضخم من معركة التعليم فقد كان هناك تسليم بمبدأ التعليم، وكان الخلاف حول النوع والدرجة - أما السفور فقد قامت معارضة ضده بالرغم مما أورده قاسم أمين من حجج من نصوص الدين ودعا محمد فريد وجدى بعد أربعين عاما (١٩٣٢) ليؤكد رأيه في ضرورة الحجاب، وكان قد أعلنه عند صدور كتاب تحرير المرأة ١٨٩٩.
وقد أكدت له الأيام اتى مرت- على حد قوله - ضرورة احتجاب النساء، وان الحجاب لا يحول دون