للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودعا غير هؤلاء إلى ان تنقل اسماء المسميات الحديثة من لغاتها الأجنبية بعد تهذيبها.

- ودعا الدكتور على مصطفى مشرفة إلى ندوين العلوم باللغة العربية وقال ان هذا يؤدى إلى تطوير اللغة العربية وقبولها للمصطلحات العلمية، وقال: أن كل لغة حية انما تنمو عن طريق التأليف والكتاب. وقال أننا ننقل اليوم المعرفة عن غيرنا ثم نتركها عائمة لا تمت بصلة إلى ماضيها ولا تنصل بتربتنا فهى بضاعة اجنبية عليها مسحة الغرابة.

وتحدث الدكتور هلال فارحى عن طريق التعريف فقال: أن لها وسائل متعددة: منها التعريف (ادخال الفاظ اعجمية بحالتها الأصيلة) والتوليد (ادخال ألفاظ جديدة وضعها المولدون في صدر الإسلام بطريق الاشتقاق) والترجمة (بحسب المعنى الأصلى) والاستبدال (استبدال الحروف الأعجمية الناقعة بحروف غربية متجانسة) والتسمية بالخاصيات (مثل كهربائية للترام) والمجاز والنقل (يطلق الأول على الألفاظ المستعملة في غير ما وضعت له لمشابهة بينها والثانى يطلق على الألفاظ المنقولة) والاقتباس (عن تعابير وردت كالشهادة للكوبيا) والاشتقاق (نوع لفظ من آخر يشترط تناسبهما لفظا وتركيبا)

وقال بهى الدين بركات أن وسيلة الاصلاح هى:

١ - جعل الكتابة العربية مفهومة مع المحافظة على خصائص الخط العربي والكتابة العربية.

٢ - تسهيل تدريس قواعد اللغة والبيان.

٣ - تغير نظم التدريس بما يجعل الطلبة يعتادون التحصيل.

***

[انشاء المجامع العربية]

وقد اقتضت حاجة اللغة العربية إلى التطور إلى انشاء مجامع للغة العربية فأنشئ المجمع العلمى في دمشق عام ١٩٢٠ والمجمع اللغوى في القاهرة (١٩٣١) ثم انشئ المجمع العلمى في بغداد (١٩٤٧)

وقد بدأت فكرة انشاء مجمع للغة العربية في مصر في نهاية القرن التاسع عشر لوضع قاموس عربي قريب المأخذ سهل التناول. وقد عقدت اجتماعات لهذا الغرض في بيت لطيف باشا سليم وبيت البكرى وفي الأزهر وحضرها الشيخ محمد عبده وعالم إسلامي هو الشيخ الشنقيطى وتبلورت عن انشاء أول مجمع لغوى ١٨٩٧ في بيت البكرى بالخرنفش برئاسة ووكالة الشيخ محمد عبده وكان من أعضائه: أمين باشا فكرى والشنقيطى وإسماعيل صبرى وحفنى ناصف ومحمد بيرم التونسى ومحمد الويلحى ومحمد عثمان جلال ومصطفى نجيب، وقد عقد عدة جلسات سجلت فيها بعض الكلمات العاملة والدخيلة واتفق على عدة كلمات اوردها حسن السندوبى في بحثه بالاهرام (٨/ ٨/١٩٣٤).

وهى: المدرة بدلا من المحامى. ورحى بدلا من برافو، والمسرة بدلا من التلفون، وعم صباحا بدلا من بونجور، وحراقبة بدلا من طوربيد.

كما ذكر انهم اختلفوا في (الأتومبيل) وأطلق عليه ثكيب ارسلان الفرارة وقال زكى باشا السيارة.

ثم تجددت الفكرة عام ١٩١٧ فعقد مجمع لغوى في دار الكتب برئاسة سليم البشرى - شيخ الأزهر إذا ذاك - ووكيله الشيخ محمد بخيت وسكرتيره لطفى السيد ومن اعضائه عبد الرحمن قراعة، حلمى عيسى، رشيد رضا، أحمد الاسكندرى، عبد العزيز فهمى، أحمد كمان، وأمين واصف، إسماعيل رأفت، فارس نمر، يعقوب صروف، أحمد زكى، حفنى ناصف، أحمد تيمور، احمد عيسى وأضافوا اليهم ثلاثة أعضاء فارسى وسريانى وعربي وعنوا بوضع معجم لغوى يفى حاجة العصر الحديث.

وقد أجمع الباحثون على ان مهمة المجمع هى:

- المحافظة على سلامة اللغة من غلبة اللغات عليها بما يخرجها عن اوضاعها الاصلية بتسجيل لغة أخرى.

- التوسع في تطبيق بعض قواعدها الجزئية لتنويع طرق التعبير بها وتسهيل اضافة اسماء حديثة لمسميات حديثة إلى معجماتها العلمية.

- العمل على أن تكون وافية بمطالب العلوم والفنون ملائمة على العموم لحاجات الحياة في العصر الحاضر.

<<  <   >  >>