للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[معركة الزى]

وكانت معركة الزى من أهم المعارك الاجتماعية.

أتجهت إلى استبدال الطربوش بالعمامة في البيئات الدينية والأزهرية، والقبعة بالطربوش في البيئات المدنية.

وقد جرت معارك في دار العلوم عام ١٩٢٥ حول استبدال الزى الأزهرى بالزى العصرى. وقال الشيخ حافظ عبد ربه أن الزى الأزهرى بوصفه الحالى عائق كبير يحجب عن صاحبه كثير من حقائق الحياة ويدفع به خطوات إلى الوراء أو على الأقل يمنعه من مشاركة المجتمع في شتى مرافقه ونواحيه وأنه في الوقت نفسه يؤكد الطبقية بين صفوف الشعب ويبقى على الفوارق البغيضة المذمومة.

وقد جرى البحث حول العلاقة بين تغيير الزى وتغيير العقلية وهل يمكن أن يؤدى هذا التطور المادى إلى تطور فكرى.

واتصلت الأبحاث بمناسبة الثورة التركية وفرض القبعة على الأتراك العثمانيين والغاء الطربوش والعمامة.

وقد جرت أبحاث حول العمامة والطربوش والقبعة.

وقيل أن "العمامة" زى دينى بحت لا صلة له بالمجتمع ولا بالإسلام، وأن الزى الأزهرى خلقته الظروف ودعا اليه الوسط: وقد طالب علماء الأزهر بجعله مقصورا على رجال الدين. وردد الجانب الآخر أن العمامة زى أقره الشرع اذ كانت في صدر الإسلام زيا يتميز به المسلمون عن غيرهم، وأن الزى الأزهرى فضفاض يلائم بالصحة ولا يحول دون الاندماج في المجتمع وقد وجهت حملة ضخمة إلى "العمامة" بقصد التخلص منها. وهاجم الشيخ التفتازانى خصوم العمامة (٢٠ مارس ١٩٢٦ - الأهرام) وقال أنه اذا اختفت العمامة قبر الطربوش لأنها لا تجد ما تستند اليه وقال: أن العمامة زى قومى وأن العمائم تيجان العرب. أما الطربوش فيكفى أن ينفرد بالظهور بعد العمامة ليختفى بعد أسبوع من تاريخ زوالها لأن الحملة عليه سهلة موفقة .. أما القبعة التي تريدونها زيا لنشء هذا البلد الكريم فهى مظهر الفناء المطلق الذي تبلغ فجواته، الشخصية المصرية وتضيع في فيافيه مميزات أهل هذا البلد الظاهرية فلا تعرفهم بسيامهم وتراهم عبدة أزياء تغيرت ملامحهم"

***

[٢ - الطربوش]

أما الطربوش فتاريخه أنه جاء مع الأتراك العثمانيين الذين لبسوه بعد فتح القسطنطينية، أخذه الأتراك من اليونان وأخذته مصر من الأتراك، وتخلى عنه مصطفى كمال. ومصر تلبس الطربوش قبل أن تصنع طربوشا واحدا وتستورده من النمسا. وقد لبس أحمد زكى باشا سكرتير مجلس الوزراء الطربوش الأبيض بعد أن قاطعت مصر النمسا وأضربت عن شراء بضائعها.

وقال المقطم في حملته على الطربوش (١٤ يونيه عام ١٩١٧) أن الغربيين والشرقيين يظنون أن الطربوش شعار دينى إسلامي وهو ظن بعيد عن الحقيقة فانه ليس في الإسلام زى خاص. كما أن الطربوش ليس شعارا إسلاميا كذلك البرنيطة ليست شعارا مسيحيا.

أما الطربوش فقد أقتبسه السلطان محمود الثانى العثمانى من الروم نصارى الأرخبيل ولم ينقضى أكثر من مائة سنه من اتخاذه غطاء للرأس بدلا من يتجان الانكشارية ودعا المقطم إلى ابطال الطربوش واستبداله بلباس آخر.

وقد ذكر الباحثون أن التمسك بالطربوش يرجع إلى عوامل أهمها مسألة القومية والمصرية والشعار المصري وتميز المصري على غيره.

<<  <   >  >>