للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[دعوات التغريب]

تعددت دعوات التغريب، وظهرت في كل بقعة من الوطن العربي دعوة منها تختلف عن الدعوة التي تظهر في المكان الاخر، وهى منوعة بين معالم المزج بين الاديان، او هدم بعض هذه الاديان، او التغريب الكامل والهجوم على الإسلام والشرق واللغة العربية وظهرت دعوة إلى الايمان بالغرب ايمانا كاملا وكذلك إلى الأدب المحلى والى تقديم المستشرقين على علماء العرب في فهم الإسلام والقرآن والدين، وهناك دعوات فرنسا الام والهجوم على الإسلام في موقفة من المرأة ونظرية ديكارت وغيرها.

وقد تحدثنا عن هذه النظريات في اماكن متعددة من هذه الدراسة وهذه نظرة عامة اليها:

***

[توحيد الإسلام والمسيحية]

من بين دعوات التغريب والغزو الثقافي: دعوة التوحيد بين الإسلام والمسيحية وقد بلغت هذه الدعوة قمتها حين أيد الاستعمار الحركة البهائية باعتبارها "دينا" جديدا يتمشى مع روح العصر وتهدف إلى توحيد الاديان جميعا تحت علم البهائية وقد تعدد الدعاة التي قدموا إلى العالم العربي يحملون الدعوة إلى محاولة التقاء الإسلام والمسيحية في دين واحد. وقد جرى سجال في هذا الشان بين الشيخ محمد عبده واحد القسس الانجليز عام ١٨٨٧ في دمشق ابان نفيه. وعندى أنها دعوة ماكرة مغرضة لا تستهدف الا القضاء على الإسلام او التشكيك في شانه.

وقد روى الشيخ حمزة فتح الله للدكتور حسين الهراوة (٨ يوليه ١٩٣٢ السياسة الاسبوعية) انه وفد على القطر المصري في اوائل هذا القرن رجل فرنسي يقال له (جيارة) اخذ يفاوض المفكرين العرب ورجال الأزهر في فكرة توحيد الاديان، فلما ذهب إلى الشيخ حسن الطويل شيخ الأزهر: قال له: ان الفروق بين الاديان مسائل فرعية الغرض منها الدعوة إلى الخير، والنهى عن الشر فماذا علينا لو عملنا على ادماج هذه الاديان.

ويروى حمزة فتح الله ان الشيخ حسن الطويل كان يتناول افطاره فلم يلبس ان ابتسم، وقال للمبصر جبارة في تهكم:

-هل لق يا خواجة في اكلة لذيذة من الفول المدمس وقال "منيا إبراهيم" احد رجال المسيحية في مصر لجبارة: انه من الخير للعالم والانسانية ان بهمل فكرته حتى لا ياتى بمذهب جديد فاستكثر الملل والمنحل!

٢ - ومما يتصل بهذه المؤامرات ما ذكره "بانت" من ان احد القسس الانجليز (اسحاق تيلور) التقى بالشيخ محمد عبده في دمشق اثناء منفاه ١٨٨٧ وكان يقوم بالدعاية لتوحيد الإسلام والنصرانية.

٣ - وقد عقد المستشرقون والمبشرون عددا من المؤتمرات الخاصة للبحث في تاريخ الاديان من اهمها مؤتمر باريس ١٩٣٣ الذي اشتركت فيها جامعات فرنسا وانجلترا وسويسرا وامريكا وايطاليا وبولونيا واسبانيا وهو لندا والمتانة.

وفي مؤتمر الاديان الدولى ببروكسل عام ١٩٣٥ القى الشيخ امين الخولى بحثا عن صلة الإسلام باصلاح المسيحية اثار فيه إلى ما قامت به اوربا من اقتباس الاصلاح الدني من الإسلام وقال: ان اثر الإسلام في حياة اوربا الدينية لا يقل ابدا عن اثره في حياتها الفلسفية والعلمية والفنية.

وفي مؤتمر الأديان العالمى (يوليو ١٩٣٦) الذي دعا إلى تضافر جميع الاديان في سبل الإسلام وعقد في لندن واعلن انه يرمى إلى تعزيز روح الأخاء والزمالة بين الشعوب على اختلاف اديأنها وجنستها، وأن الاتفاقات

<<  <   >  >>