للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأن اوربا مصابة في صميم كيانها وأن دعائمها الثقافية تتداعى وتنهار.

وأشفق ذو الرأى من الحد الذي وصلت اليه زعزعة العقائد الدينية حيث أصبح المذهب الكاثوليكي في نظر الغالبية الأوربية مجرد أوضاع تقليدية جوفاء وطقوس مادية قد تبدو براقة ولكنها لا تقنع العقل العلمى، هنالك قام جماعة من الفلاسفة والمفكرين أمثال الكونت هرمان دى كايسرلنج ورينيه جيبون وجان كاف وموريس ماترلنك وبرتراند رسل يدعون بالرجمة إلى الشرق وجرت ومحاولات لتلقيح للحضارة الأوروبية بالبوذية والبرهمية، والاتصال بالثيوصوفية ومحاولة تغليب قيم القناعة والتأمل والتطهر.

ونعى "برتراند رسل" على الحضارة ماديتها وقال أن الانسان في الحضارة الصناعية تتضاءل حياته إلى حد انه يعتقد أنه مخلوق لكى يكون جزءا من آلة كبيرة لا غاية لها الا الانتاج.

وجرت أبحاث تقول بأن اشتغال المرأة قد زاد انحلال الأسرة, فان المرأة التي تعمل تتمرد على تقاليد الأخلاق ويؤدى الكسب عندها إلى فسخ الرابطة الاقتصادية بينها وبين الرجل غير أن هذه الدعوة لم تلق عند الأوربيين صدى ..

وقد جرت محاولات لنقل ميدان هذه المعركة إلى الفكر العربي الإسلامي ولم يكن ذلك طبيعيا ولا مؤديا إلى نتائج غير بلبلة الفكر، ذلك أن الإسلام يختلف عن المسيحية كثيرا في حرية الفكر ومناهج البحث, وقد اعطى المفكرين في الازمنة المختلفة الحرية التي اتاحت لهم انتاج اعمال فكرية بعيدة المدى، واذا كان الشرق الأقصى (الهند والصين) قد عرف بالمذاهب الروحية المطلقة واذا كان الغرب (أوربا وأمريكا) قد عرف بالمذاهب المادية البحتة فقد كانت الأمة الإسلامية العربية (الشرق الاوسط).

وجملة القول أن الفكر العربي الإسلامي قد وقف من هذه المذاهب والآراء والدعوات موقف الحذر غير أن تجربة ذات خطر حدثت وطبقت فيها نظريات الفكر الغربي واتجهت نحو الغرب اتجاها كليا: تلك هى تجربة تركيا.

[المراجع]

ديكارت: عثمان أمين: الثقافة مجلد (١٩٤١).

أربون وساميون: المازنى: البلاغ: ٢١ يونية ١٩٦٣.

الفاشية: الاهرام: نوفمبر وديسمبر ١٩٢٣ ويوليو ونوفمبر ١٩٣٦.

دارون: الهلال: مجلد ١٣ ومجلد ١٨.

محمد فريد وجدى: /ك/ على أطلال المذهب المادى: ١٩٢١.

برتراند رسل: المقتطف يناير ١٩٣٠.

إبراهيم المصرى: /ك/ الفكر والعالم.

يعلتوب فام: /ك/ البراجماتزم: مذهب الذرائع ١٩٣٦.

<<  <   >  >>