للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجانية بتاتا من التعليم الابتدائى والثانوى. وان يقتصر على التعليم الأولى. وبعد التعليم الأولى يترك التلميذ ليحترف حرفة أبيه أو أي: حرفه تناسب بيئته ودرجة تعلمه).

كما وقف عدد من النواب في مجلس الشعب فحملوا على المجانية وفي مقدمة هؤلاء: محمود زكى. وسراج الدين شاهين. وقد اعلنا أنه يكفى أن يتعلم أبناء الفقراء تعليما الزاميا. وقال الأهرام (٢٧/ ١٢/١٩٣٢) أن محمود زكى شن غارة على المجانية وأشار على وزارة المعارف أن تعمل على الاقلال منها.

وقد هاجم هذا الاتجاه كثيرون من بينهم عمر الدسوقى وكان أبلغ رد على عمر طوسون والأستقراطية الاقطاعية الاستعمارية في عهد صدقى هو دفاع الشيخ صادق إبراهيم عرجون من علماء الأزهر (١٩/ ١/٣٣ - الأهرام) تحت عنوان "الأرستقراطية عقبة فاحذروها" .. وقد هاجم فيه هذا الاتجاه ضد تعليم اولاد الفقراء (فاننا رأيناهم يجمعون على حرمان هؤلاء المساكين الذين لا ذنب لهم الا أنهم أبناء الفقراء من التعليم العالي. على أن يعلموا تعليما أوليا فقط. ثم قال:

ماذا يكون الحال اذا اندفعت الأمة في هذا التيار وأصبح متعلموها وقادة الرأى فيها من طبقة أبناء الأغنياء .. الا تسودها الأستقراطية الطاغية فتكمم انفاسها وتعيدها سيرتها الأولى من الخضوع إلى الفردية والاستبعاد للحكام وتقديسهم أعمى. ذلك الخلق الفاسد الذي جهد المستعمرون طوال حياتهم بيننا في غرسه وتعهده والذى جاهدت الأمة في الخلاص منه، هل من استعداد ابناء الأغنياء وهم على ما نعلم من التربية المدللة والرفاهية المفرطة أن يقوموا بحاجات الأمة في المستقبل في خلق رجال سيضربون في الحياة والمخاطر له. لقد حدثنا التاريخ عن العبقرية في أجواء الأكواخ الحقيرة .. وأن كثرة العلماء والعباقرة من الفقراء. ان الأمة المصرية نسبة التعليم فيها ضئيلة جدا بل هى مخجلة حقا. وأن هذه الأعوام التي طأطأت منها الاستعمار الأجنبى هامتها لم تكن الا نتيجة الجهل.

لنفرض أن الأمة استجابت إلى هذه الدعوة الخطيرة واصبح معظمها يحترف هذه الحرف. فماذا يكون مصير الحال. بلا ريب مصيره ارتفاع صوت هذه الأقلية المتحكمة المسيطرة تصرفه في ملاذها وشهواتها أو في جيوب الأجانب المتعلمين لأنهم عرفوا طرق تصريف المال في وجهه العظيمة النافعة.

عالجوا الأزمة ولكن لا تحرموا عصب الأمة العلم فهو الذي سيفنيها وينقذها من أزمتها ويعيد اليها حريتها

٧ - وطالب عباس عمار بالعناية بالناحية القومية في التعليم (الأهرام ٣٠/ ١٢/١٩٣٤) فقال: علموا الطلبة تاريخهم في تفصيل لنواحى عظمته وتحليل لما فيه من فخر وجلال. علموهم روح المدنية المصرية القديمة وأروهم فضل مصر على الفن والعلم والأدب، وأن تكون موضوعات المطالعة مصرية تدور حول مدنيتنا ويئتنا والشعر الذي نحفظه ينبغى أن يتغنى بماضينا ويلهب حماستنا والقصص التي تقص علينا يجب ان تقتبس من تاريخنا وعقائدنا وخرافاتنا. ياقوم عار ان يقف متخرج في كلية الحقوق يوشح نفسه للسلك السياسى فيقول أن قناة السويس حد بيننا وبين الشام.

***

[تجربة المغرب]

عرضنا لتجربة العزو الثقافي الانجليزى في مصر أما الغزو الثقافي الفرنسي في المغرب فقد كان أشد قسوة.

(١) فرضت اللغة الفرنسية باعتبارها اللغة الوحيدة في الثقافة والتعليم.

(٢) عمدت إلى التقصير (اقامة المسيحية محل الإسلام) ثم إلى الفرنسية (احلال اللغة الفرنسية محل اللغة العربية).

وقذفت المغرب بأقطاره المختلفة بالارساليات التبشيرية.

(٣) اهمال اللغة العربية اهمالا كليا ثم مكافحة فعالة وتقويض دعائم المؤسسات التقليدية الدينية باستنضاب موادرها.

(٤) اذاعة دعاوى باطلة بين البربر تزعم بأنهم لم يكونوا مسلمين تماما وذلك في محاولة لعزلهم عن العرب واستمالتهم لفرنسا

(٥) منعت فرنسا التكلم بغير اللهجات البربرية أو اللغة الفرنسية.

<<  <   >  >>