للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر في الجميع شخصا واحد فان هذا ربما كان أمرا عسيرا " ويرجو"أن يكون سلطان جميعهم القرآن ووجهة وحدتهم الدين. وكل ذى ملك على ملكه يسعى بجهده لحفظ الآخر ما استطاع فان حياته بجياته, وبقاءه ببقاءه ومن هنا كانت "الجامعة الإسلامية " تيارا هاما في الفكر العربي المعاصر يهدف إلى القضاء على استبداد الحكام والامراء وجمع الشعوب الإسلامية في جبهة لمقاومة الاستعمار والغزو الغربى, فلما لم يتحقق هذا الهدف اتجه التفكير واتخاذ الأنظمة الغربية في الحكم للحد من استبداد الملوك والحكام ومواجهة الغزو الاستعمارى.

وقد عمل عبد الحميد على استغلال دعوة جمال الدين, وذلك يجعل السلطنة والخلافة شيئا واحدا والتمسك بأنه الخليفة للعالم الإسلامي كله وليس سلطانا للمملكة العثمانية وحدها, واستقدم جمال الدين إلى الاستعانة في محاولة توحرد الوجهة ووعد بتنقيذا رائه لاصلاح العالم الإسلامي, وكان جمال الدين يرى أول الامر في عبد الحميد أنه ربما حقق خيرا غير أنه لم يلبث أن وصفه بأنه (سل في رئه الدولة) وكان يأمل في أن يستطيع الأتراك تحقيق الدعوة إلى الجامعة الإسلامية بشرط وهذه عبارته"لو انصرف الأتراك أنفسهم لاستعربوا وتراسلوا ذلك الملك وعدلوا في أهله".

٣ - وقد كان جمال الدين يقاوم الاستعمار الغربي والانجليز بصفة خاصة بالدعوة إلى الجامعة الإسلامية معتقدا "أن الروح الصليبية لم تبرح كامنة في صدور "الغربيين" كمون النارفى الرماد, وأن" روح التعصب لم تنفك حية معتاجة في قلوبهم حتى اليوم كما كانت في قاب بطرس الناسك من قبل. وان "النصرانية لم يزل التعصب مستقرا في عناصرها متغلغلا في احشائها متمشيا في كل عرق من عروقها. وهى ابدا ناظرة إلى الإسلام نظرة العداء والحقد والتعصب الدينى الممقوت"- وهو يرى" أن العالم الغربي على اختلاف أممه وشعوبه عربا وجنسية هو عدو مقام مناهض للشرق على العموم والإسلام على الخصوص فجميع الدول الغربية متحدة معا على ذل الممالك الإسلامية ما استطاعت إلى ذلك سبيلا " وأن دعاة الغرب" يأخذون شواعر كل مسلم وآماله ورغباته التي تجول في صدره, ثم يمثلونها بصور الهزء والسخرية والعبث والازدراء ٠٠ "وأنه من أجل ذلك يجب على العالم الإسلامي" أن يتحد اتحادا دفاعيا عاما مستمسك الأطراف وثيق العرى, ليستطيع بذلك الزياد

عن كيانه ووقاية نفسه من الفناء المقبل, وللوصول إلى الغاية الكبرى, انما يجب عليه اكتناه أسباب تقدم الغرب والوقوف على تفوقه وقدرته".

ومن هنا يكمل جمال الدين ما قام به محمد بن عبد الوهاب, فقد كان عبد الوهاب ينظر إلى المنابع واصلاح العقيدة بينما ينظر جمال الدين إلى الحاضر واصلاح الحكومة وقد عيب على جمال الدين انه لم يركز قوته الذهنية في خدمة الإسلام كنظام للتوجيه الانسانى.

ولكن الهدف الذي قصد اليه جمال الدين في دعوته إلى الوحدة, انما كان عملا بعيد المدى يصور مقتلا من مقاتل العالم الإسلامي وقد بلغ أمره في نظر جمال الدين أنه هو العمل الاكبر، وانه الغاية يقول: (الشرق) وقد خصصت دماغى لتشخيص دائه وتحرى دوائه فوجدت اقتل أدوائه ما يعترض في سبيل توحيد الكلمة فيه, داء انقسام أهله, وتشئت آرائهم واختلافهم على الاتحاد واتحادهم على الاختلاف, فقد اتفقوا على الا يتفقوا".

وقد تأثر جمال الدين في دعوته الأمارات الجرمانية التي اتحدت بعد بعد تشتتها وأوضح محمد عبده هدف جمال الدين حين قال بأنه, كان يرمى إلى تفكيس دولة بريطانيا في الاقطار الشرقية وتقليص ظلها عن رءوس الطوائف الإسلامية.

***

خلفاء جمال الدين في الدعوة

سار محمد عبده في نفس الطريق الى"الجامعة الإسلامية" ثم تحول عنه بعد عودته من منفاه حيث عدل إلى الدعوة للقومية المصرية حتى وصفه (كرومر) بأنه على رأس مدرسة تعارض اتجاه مصطفى كامل في الارتباط مع الخلافة العثمانية. ومع هذا فان محمد عبده كان يرى أن المحافظة على الدولة العثمانية, ثالثة العقائد بعد الايمان بالله ورسوله فانهما وحدها المحافظه لسلطان الدين, الكافلة لبقاء حوذته.

وكان يفرق بين شخص السلطان عبد الحميد, وبين الدولة العثمانية.

[(الكواكبى)]

ويعد "عبد الرحمن الكواكبى" مقنن الجامعة الإسلامية في كتابه "أم القرى" فقد هزأ تخلف المسلمين?

<<  <   >  >>