وقال (مستهل) الكرملى: اذا كان لابد من الاقتباس من وسائل المدنية الغربية فيجب أن يكون بقدر ما يكفينا, فاذا زاد عن الكفاية أخرنا. على أن يكون بقدر ما يكفينا, فاذا زاد عن الكفاية أخرنا. على أن يكون ذلك القدر ملائما لأخلاقنا وبيئتنا وعوائدنا الحسنة وبلادنا وهواءها.
وقال الرافعى: أن نهضة الشرق العربي لا ينهض بها الا الركنان الخالدان: الإسلام واللغة العربية اذا أخذنا من الغرب فلنأخذ ما يتفق مع الأصل الراسخ في آدابنا من الشورى والحرية الاجتماعية.
***
[(الحضارة)]
وفى مجال البحث عن الحضارة القادمة: هل هى فرعونية ام غربية وتعددت الآراء. قال الدكتور على إبراهيم: أن تقدمنا سيكون في نطاق الحضارة الإسلامية مع الاقتباس من الحضارة الراهنة. وقال أن اللغة العربية تصلح لأن تكون لغة علمية, وأننا لن نرتمى في أحضان المدنية الحاضرة ولن نرفضها كلها. وقال منصور فهمى: ان هذه البلاد تلقت عن العرب اللغة والدين, وأنه اذا كان المصريون مصريون فهم عرب باعتبار لغتهم وما أدخلته اللغة في نفوسهم من العواطف والأفكار. وقال ان هناك ثلاث روابط: رابطة الإسلام ورابطة الشرق والرابطة العربية:
وقال طه حسين: أن الدين العربي واللغة العربية مقومان أساسيان للحياة المصرية الحديثة, وأنه لا يرى رأى الذين ينكرون الحضارة أو يتهمونها بالشر والفساد والاغراق في حب المادة وقال أننا سنأخذ من الحضارة كل ما نحتاج اليه حياتنا العقلية وحياتنا المادية.
وقال الدكتور محمد شرف: أن حضارة المستقبل في مصر ستكون إسلامية عربية, لأن اللغة والدين من أسس الحضارة وهى غنية بمبادئها الرائعة وبلاغتها الكاملة (الهلال م ٣٩ - ص ٨١٧)
***
[الدين والفكر العربي الإسلامي]
كما جرى البحث حول مكان الدين في حياتنا الفكرية وذلك بمناسبة زيارة الكاتب الانجليزي روم لاندو للشرق
وقال المراغى: الإسلام كما يفسره الأزهر يسعى إلى أن يطابق بين قواعده وبين مطالب الحياة. وأن الهدف هو التوفيق بن الروح والمادة توفيقا عمليا ونظريا في أن واحد.
وقال: أنه ليس في القرآن شئ يناقض العلم والحق. وأعتقد أن الأمة لن تهجر الدين وأنها ستعود إلى حماة.
وقال روم لاندو: ان الغربيين يعتقدون ان التفكير العربي تفكير نظرى, فاذا كان تفكير مصر في خلال أربعمائة عام لم يجاوز نطاق الفقه الدينى فقد يبدو أن هؤلاء الغربيين لم يخطئوا. وقال ان التفكير الغربي تفكير واقعى ينفر من المفروض النظرية وينصب على شئون اليوم, أما التفكير العربي فيبدو أنه منوط ببحث القواعد التي سبق تقريرها فهو كقطع (الارابيسك) لاترى فيها حياة نابضة.
ورد على ذلك لطفى السيد فقال: يؤسفنى ألا اوافقك فانى أرى نقيض ما ترى, اذ يبدو لى أن التفكير العربي أقرب إلى الواقع من التفكير الغربي فالشريعة الإسلامية التي ذكرتها دلالة على (نظرية) تفكيرنا, ليست كالشريعة المسيحية مقصورة على بحث أصول العقائد والأخلاق فاحسب, بل نتناول تفاصيل الحياة ووقائعها, فهى تضع قواعد للعمل وللزواج وللميراث لوما شاكل ذلك من أمور الحياة.
وتساءل روم لاندو: هل لا يزال الدين عاملا قويا في الحياة المصرية وأجاب لطفى السيد: لايزال أثره في الحياة الإسلامية أوضح من أثره في الحياة المسيحية, ذلك لأن قواعدنا تقوم على قاعدة من القرآن. ومن العسير في الأقطار الإسلامية ان تفرق كثيرا بين تعاليم الدين وأمور الحياة اليومية".
وقد أشار كثير من الباحثين إلى مدى الفارق بين الشرق والغرب من ناحية الدين, فالغرب قد ترك دينه لأنه وجده يقف به عن التطور والانطلاق, ولذلك فصله عن الدولة. أما الإسلام فانه لا يقف عقبة أمام الفكر العربي أو الحضارة, بل أنه يفتح باب التطور, كل ما هناك أن صورة المسلمين قد تحاول ان تعطى صورة الإسلام وهذا خطأ, فان جوهر الدين واضح الدلالة, أما مظاهر المسلمين فانها بطول الزمن وبعوامل الاضطراب والقصور الماضية قد أصابها ما جعلها غير مطابقة تمام