للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"واندريه مروا" الذي وجه الأفكار إلى الاثم عن طريق الأدب".

و"كارل ماركس" الذي وضع أساس المذهب الشيوعى وفق خطة الصهيونية في السيطرة على العالم كما رسمها باروخ ليفى في خطابه إلى ماركس (مجلة باريس يونيه ١٠٢٨) وقال فيه: يقتضى التنظيم الجديد للانسانية أن ينتشر أبناء اسرائيل على سطح الارض ويتسلموا في كل مكان زمام الأمور، خصوصا اذا نجحوا في فرض اشراف شديد على الطبقة العاملة. فينتقل زمام الحكومات في العالم إلى أيدى الاسرائيليين تحت شعار الطبقة العاملة وتلغى حينئذ الملكية الفردية وتفرض رقابتها على كل مكان من الأموال العامة".

وقد ركز اليهود على خلق أسس الفكر اليهودي كمحاولة للسيطرة على التاريخ والفكر العالمى وتحويل الأنظار نحو تأييد أكاذيبهم في ادعاء الحق التاريخى في فلسطين عن طريق انشاء الجامعة العبرية في القدس وهو مشروع أعده هرتزل وماكس نوردو وحاييم وأيزمان، وقد صور هذا المعنى (آنشتين) العلامة اليهودي الكبير حيث قال: أن الجامعة هى المكان الذي تتجلى فيه النفس البشرية باحلى معانيها. وليست جامعات أوربا في الحقيقة سوى مراجل تغلى فيها الوطنية المتطرفة غليانا آكلا. ويسود التعصب الأعمى فيها كل الأشياء الخارجة عن دائرة الأمة والسلالة وكل الأشياء التي تكون معصوبة بطابع فردى مختلف. وقال أن جامعتنا حرة طليقة من كل قيود التعصب والمفاسد".

وفي هذه العبارات ما يرسم الهدف الحقيقى للثقافة العبرية القائمة على تمثل أحقاد اسرائيل ومطامعها في محاولتين كبيرتين، الأولى: ابراز أثر اليهود في الفكر العربي القديم، والثاني: محاولة تزييف التاريخ لاثبات حق وهمى في فلسطين العربية.

وليس أدل على حقيقة أهداف الفكر الاسرايلى من قول الدكتور أوسكار ليفي: نحن اليهود لسنا شيئا الا مفسدى العلم ومدمريه ومحركى الفتن فيه وجلاديه.

وقد وجه الفكر العربي الإسلامي هذه المحاولات ولم يقف أمامها صامتا وانما فندها وأثبت أنها مسمومة ومخالفة لحقيقة الواقع التاريخى وحتمية التاريخ، فمنذ أربعين قرنا لا يعرف التاريخ لفلسطين سكانا غير العرب وبنو اسرائيل الذين طردوا مصر والتجأوا إلى فلسطين انما وجدوها اذ ذاك يسودها الشعب الكنعانى العربي، ولم يكن بنو اسرائيل في وقت من الأوقات أكثرية في فلسطين، وأن الذين شردوا من فلسطين بعد تدمير الهيكل في عهد القيصر "أدريانوس" لم يكونوا سوى رجال الدين ولا يزيد عددهم عن خمسين ألفا، أما سكان فلسطين الأصليين فلم يتعرضوا للتشريد، وهذا ما يؤكد بالدليل القاطع أن الصهيونيين الموجودون الآن في أوربا وأمريكا ليسوا هم أحفاد اليهود الذين أخرجوا من فلسطين وأنهم بعيدون كل البعد عن الجنس الاسرائيلى القديم وعن الدين اليهودي الصحيح وهم كذلك بعيدون عن الثقافة اليهودية السامية القديمة فليست لغتهم الأصلية هى اللغة العبرية وأنهم انما يتكلفون بعث هذه اللغة الميتة اليوم في محاولة فاشلة لايجاد وحدة مصطنعة، وأن ثقافة الصهيونيين الحقيقية هى ثقافة جرمانية ولغتهم المسماة "يدش" هى اللغة الألمانية القديمة.

وقد انقضى الأجل الذي يربطهم باليهودية وانما هم يتخذون من الجنس والدين وسيلة للسيطرة العالمية.

***

[بروتوكولات صهيونية]

عندما عقد (يتودور هريزل) المؤتمر الصهيونى الأول في بال بسويسرا عام ١٨٩٧ اجتمع أكثر من ثلاثمائة من حكماء اسرائيل حيث رسموا خطة وضع العالم تحت سيطرة اليهود وتقويض أركان الحكومات لاقامة دولة يهودية واحدة تحت تاج ملك من نسل داود، وقد وضعت هذه الخطة موضع التنفيذ في بروتوكولات سرية أطلق عليها "بروتوكولات صهيون".

وقال هرتزل الذي يعده اليهود رابع أربعة هم: موسى وسلمان وزروبابل "ومتى أصبحنا أسياد الناس لا ندع في الوجود سوى ديانتنا التي تنادى بالآله الذي يتعلق به مصيرنا، لأننا نحن شعب الله المختار. ولأن مصيرنا يقرر مصير العالم، ولذلك وجب علينا أن نلاشى سائر الأديان. فان أدى عملنا هذا إلى قيام كفرة محدثين .. فسوف نجعلهم عبرة لشعوب لابد أن تخضع لديانة موسى المتينة الصوايبة الكفيلة بأن توصلنا للسيادة على سائر الشعوب".

وقد كان من الخطط التي وضعت لتنفيذ وصايا "هرتزل" انشاء الماسونية الكونية، والماسونية الملوكية والماسونية الرمزية العامة لمختلف الملل والديانات

<<  <   >  >>