حاجاتها، وقال أن عملها في البيت هو اعداد الجيل القادم وهو أكبر وأجل من أن تجمع بينه وبين السعى في طلب الرزق والاحتيال على شئون المعاش الا اذا كان خروجها إلى معترك السعى والجهاد علامة على التقصير والخلل من جانب المجتمع ونذيرا بالشذوذ في تقسيم الطبيعة.
وقال محمود أبو العينين: أن نظرية مشاركة المرأة للرجل في الوظائف العامة هى نظرية اقتصادية دلت التجارب على أنها خطرة في حياة الدولة لأنها تزيد العاطلين من الرجال.
وقال عباس عمار (الأهرام ٨/ ٢/١٩٣٣) أن وظيفة المرأة هى"الأمومة" وهى لا تستطيع أن تغيرها أو أن تقلبها فتمسخها، اذا فاعدادها يجب أن يكون مرتبطا أساسه بهذه المهمة التي خلقت لها. فهى لابد أن تتعلم تدبير المنزل ومبادئ الصحة ونفسية الأطفال، ولا غنى لها عن أن تتثقف ليركن الزوج اليها وليرى فيها ناحية جذابة يميل لها ويطمئن اليها. وقال أنه ما يرمى بتثقيف البنت أن تجيد الرقص وأن ترطن بلغة أجنبية، وهى مع ذلك عاجزة لا تشرح صدرا ولا تنظم بيتا. ولست أدعو إلى أن تتعلم البنت ألوانا من العلوم لا تتصل بحياتها، وأنما أحب أن تعد البنت لتكون "أما" تفهم مهمتها بتنشئتها أنشاء ربة البيت بكل معنى الكلمة "وقال أنه ما دامت ظروف المجتمع الحالية قد لا تتحقق معها هذا الغرض الذي نعد المرأة له وما دامت فرصة الزواج لم تعد ميسرة لكثير منهن، فمن العبث أن نهمل هذا الجانب الواقعى ومن الأجحاف بحقوق المرأة أن نسقط هذا الأمر من حسابنا وخير للمرأة أن تتسلح بسلاح العمل وأن نعدها للحياة كما نعدها للبيت".
وقال "فيلكس فارس" (٢٦/ ٢/١٩٣٣ - الأهرام) أننا نخدع كثيرا من معنى حرية المرأة الغربية وكثيرات من بنات بلادنا يضعن نصب أعينهن الفتاة العاملة في أوربا كمثال أعلى للرقى الصحيح.
أنا من أنصار تعليم المرأة وتهذيبها، ولكن لا أريد المرأة عاملة خارج بيتها يتحكم فيها الغرباء عنها، فأن لم تنزل الأهانة بها كامرأة نزلت بها أهانات التقريع كمأمورة يجب عليها أن تمحو شخصيتها وتكيفها تبعا لواجبات التنظيم وقال: أن كل ما يمكن المرأة أن تحترم به المجتمع من أعمال ليس الا فضولا كالقابضة على الريح في فضلها الموهوم على النسانية ... أن ما يحسبه النساء حقا لهن وتطالبن به من عمل في المجتمع أن هو الا عبودية مستحدثة من أنانية الرجل فهو
المستفيد منها وهن ضحيتها.
وهاجمت المرأة كل رأى يدعو إلى التحرير من التقليد الغربي الخاص وتطبيق ما يصلح لمجتمعنا وجيلنا.
فقالت أنجى أفلاطون: أن نداء"المرأة للبيت" لا يؤدى في حقيقته وجوهره الا إلى تحطيم البيت وتشريد المرأة والأطفال معا، ذلك أنه يعنى اعتبار المرأة خادمة في البيت لا صلة بينها وبين المجتمع الذي تعيش فيه، لا تدرى عنه شيئا. ولا تساهم بشئ في تدبير أموره وعلاج مشاكله، ويعنى أخضاع المرأة لسلطان الرجل اخضاعا تفنى به شخصيتها وكرامتها وآدميتها ويحرم المجتمع من جهود النصف من أعضائه.
وأن فكرة "المرأة للبيت" ليس مضمونها سوى تجميع المساوئ التي تحيط بالأسرة المصرية. فهى تعنى للفتاة اجبارها على الزواج قسرا وكرها، وتعنى للزوجة أباحة تعدد الزوجات واطلاق حق الطلاق والزنا والطاعة والتعذيب، ولذلك فأن"المرأة للمجتمع وليست المرأة للبيت" ودافع الكثيرون عن حق المرأة في العمل وقالوا أنها عملت مع الرجل قبل أنم تتعلم، في الحقول والمزارع وعملت في التجارة ولذلك فليس هناك ما نخشاه من فتح أبواب التعليم للمرأة.
***
[٥ - معركة الاختلاط]
وقد أستتبع قضية العمل للمرأة معركة جديدة هى:
معركة الاختلاط.
وقال دعاة التغريب: أن السفور وسيلة لا غاية. وأن الغاية هى تكوين المجتمع المختلط. وقال إبراهيم المصرى: الواقع أن السفور أصبح لا جدى اذا لم يقترن بوجود مجتمع مختلطاذ السفور في ذاته وسيلة لاغاية.
وقال محمود عزمى: أنه لا يتم أصلاح بغير اختلاط وتعادل فكرى بين الجنسين وافساح الطريق للمرأة لغشيان المجتمعات العامة.
وعنده"أنه لا يمكن أن يتحقق أى اصلاح من الاصلاحات التي يقوم عليها كيان الأسرة الا اذا تحقق الاختلاط بين الجنسين في المجتمعات الخاصة وفي المجتمعات العامة أيضا".?