عام ١٩١١ في لكنوا بالهند انه بعد الانقلاب العثمانى يمكن انتهاز الرص لهداية العالم الإسلامي إلى الانجيل.
كما استغلت فرصة الحرب العالمية الأولى وتقسيم الوطن العربي، وقال زويمر ان هذا التقسيم هو الذي سيقضى على الإسلام ويحقق مهمة التبشير- وكان الاحتلال البريطانى لمصر والاحتلال الفرنسي للجزائر فرصة للتوسع في وسط افريقيا، ومع كل الاعتماد الضخمة التي وجهت للتبشير في ميزانيات عدد من الدول الغربية كفرنسا وانجليزا وامريكا وايطاليا وهو لندا وبالرغم من انشاء فروع لجمعيات الشبان والشابات المسرحيات في مختلف نواحى العالم العربي فقد كانت النتيجة هى ما قاله مستر اجوين يونج المندوب السامى الفرنسي (١٩٢٨) في مؤلفه عن استعباد الإسلام: قال:
"أن الإسلام قوة كبرى لا يمكن الاحاطة بتا ولا معرفتها معرفة تامة فلا العقيدة اللاتينية ولا المذهب الكاثوليكى يمكنهما ان ينالا من الإسلام شيئا او يسيطرا عليه. بل ان الامر على العكس من ذلك ان الإسلام ينتشر ويسير في هذه الطريق بخطوات واسعة".
وكانت نتيجة عمليات الغزو الضخمة باسم التبشير والتي انفقت فيها الدول المستعمرة ملايين الجنيهات انه لم يحدث انتقال في صورة جماعية من الإسلام إلى المسيحية على النحو الذي كان يتخيله دعاة التبشير. وكان ذلك مخيبا لامالهم على طول الخط، فبعد اكثر من تسعين عاما من العمل المتصل (١٨٤٠ إلى ١٩٤٠) عاد المبشرون يغيرون خططهم ليحاولوا تحقيق نصر فردى في هذا المجال بعد ان عجزوا عن النصر الجماعي، غير ان كل الخطط فشلت ومؤدى هذه النتيجة ينطبق مع موقف الفكر العربي الإسلامي من الغزو الثقافي، ويجرى وفق نظرية "التحدى ورد الفعل" التي لم يظهر اثرها في أي: عمل من اعمال التغريب الثقافي كما ظهر في هذه الحركة.
وقد اشار مؤلف كتاب "في الدراسات الدينية" الفرنسي إلى عجز المبشرين في مجال تحويل المسلمين عن الإسلام حيث قال: ينبغى ان نذكر ان الدين الإسلامي مخالف كل المخالفة لهذه الابراج المتشامخة التي تسقط من ضربة واحدة لان فيه قوة كامنة وصلابة ومتانة تجعله قادرا على المقاومة مقدرة تامة".
***
[المراجع]
التبشير والاستعمار: الدكتوران مصطفى خالدى وعمر فروح.
حاضر العالم الإسلامي: ج ١ عجاج نوهض وشكين ارس لان. اراء واحادث في التاريخ والاجتماع: ساطع الحصري. مذكرات الدكتور محمد حسين هيكل السياسية- ج ١. مجلة الفتح: محب الدين الخطيب: (العدد ٤٤) ٥ مايو هام ١٩٣٢.