للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القائم على أساس دينى. لأن أسباب الجريمة وموطنها الأساسى هو ضعف التكوين الأخلاقى لا العوامل الاقتصادية أو الأحوال الاجتماعية.

***

[٦ - تعليم الفقراء والمجانية]

وقد كانت هذه معركة ضخمة من معارك المقاومة فقد حرص الاستعمار على وضع قاعدة تعليمية أساسية هى "عدم تعليم أبناء الفقراء والفلاحين حتى لا يتركوا طبقتهم" وقد دافع لطفى السيد عن هذا الرأى في "الجريدة" وكان التعليم قبل الاحتلال مجانيا.

وقد امتد هذا الاتجاه بعد الاستقلال. وقد كانت الاعتراضات دائما بأن تعميم التعليم الالزامى تحول دونه الميزانيات التي لا تكفى، وقد امتد هذا إلى عام ١٩٣٩ (الدكتور هيكل - تعميم التعليم الالزامى يقتضى مبالغ طائلة)

وقد دارت مساجلات متعددة حول اتجاهين في التعليم:

(الأول) يرى ضرورة قصر التعليم على الصفوة بغية أعداد القادة الذين يستطيعون أن يتولوا اصلاح البلاد والأخذ بيدها.

(الثاني) يرى أن التعليم حق من حقوق الشعب على الدولة أن تيسره للناس جميعا. أما تحسينه والرقى به فسيأتى مع الزمن.

ثم ظهرت نظريتان أخريان: هما ١ - محو الأمية ٢ - تعليم الأمة، وأسهبت الصحف في بحث النظريتين: (الأهرام ٢٠/ ٤/١٩٢٥) (فالرأى القائل بنظرية محو الأمية يرى أن يكون تعليم الطفل المصري والطفلة المصرية اجباريا من سن السابعة إلى العاشرة والفريق القائل بنظرية تعليم الأمة يرى أن يكون تعليم الطفل المصري والطفلة المصرية من سن السابعة إلى الرابعة عشرة ما حولها.

أما ازالة الأمية فهى ايصال الطفل إلى فك الخط) أما نظرية تعليم الأمة فهى أوسع من ذلك بكثير.

وقد كانت الصيحات تتعالى بالدعوة إلى "الاستعانة بالبرامج الغربية واستقدام خبراء أجانب من التربويين الأوربيين والأمريكيين" دون تقدير مدى أهمية حاجتنا المحلية القومية أولا ودون نظر إلى مدى ما يحمل هؤلاء الخبراء من آراء منحرفة وتغريبيه او ان يكونوا من دعاة الغزو الثقافي.

وقد كان للسياسة والاستعمار اثرهما في أن يوصف التعليم الأولى (الأهرام - ٥/ ١١/١٩٣٥) بأن الوزارة أخرجته عن طوره وجعلته غالى الثمن باهظ الحمل بحيث لا يقوى عليه الا أوساط الناس ومن فوقهم، أما الفقراء وهم الذين أنشئ لهم هذا التعليم فقد حيل بينهم وبينه وقد امتلأت سجلات الوزارة بمظاهر نفوذ الأهليين من نظام التعليم الالزامى وعدم مطابقته لعاداتهم وتقاليدهم) وحملت الكاتبة "مى" على التعليم الاجبارى، بحجة أنه مؤد للبطالة وأفقار الريف وازدحام المدن (١٨/ ٢/٢٤) - دون تحويل الفلاحين الذين يعملون في الحقول إلى افندية وعارض زكى المهندس وإسماعيل القبانى فتح أبواب التعليم الثانوى لكل من أراد: وقال إسماعيل القبانى: أنه ينبغى ألا يدخل المدارس الثانوية الا لمن لديهم استعداد خاص يؤهلم لها.

وعارض رياض شمس (٢/ ٢/١٩٢٩ - الأهرام) التعليم الاجبارى وقال أنه خطير "لأننا اذا عممنا التعليم بين سائر طبقات الشعب فسيكون لدينا بعد سنين معدودة بضعة ملايين من الفلاحين ومعنى هذا أن بلدنا سيكون مسرحا لثورة اجتماعية" وطالبت الأهرام (محمد زكى عبد القادر) بأن يحصر نطاق التعليم العالم في أضيق نطاق ممكن (١ يولية / ١٩٠٩) ولا يبقى الا نوع واحد من المجانية هى مجانية التفوق والنبوغ وأن فكرة مساعدة الفقراء عن طريق المجانية هى فكرة غامضة وليس لها غرض مجدد فانه لا يمكن القول بأنها تساعد على نشر العلم.

وهاجمت احسان أحمد (الأهرام ٨/ ١٦/١٩٢٩) تقرير الخبير كلا باريد الذي استقدمته وزارة المعارف لنظر تعديل المناهج تعليمهم حسب حاجتهم وظروفهم.

وكانت أكبر حملة على تعليم أيتام الفقراء، وهى حملة عمر طوسون (٢٣"١٢/ ٣٢) فقد دعا إلى (الغاء

<<  <   >  >>