?
وأشار إلى كتابتها بحروف رومانية كما عنى ولمور بجعل الحروف دالة على الأصوات. ويقع كتابه في ٤٠٠ صفحة.
قال وليمور: انه يأسف اذ نسيت العربية الفصحى في هذه البلاد ويرى أنه يجب أن تدرس في مدرسة جامعة مع غيرها من اللغات السامية كما يدرس اللغات الحية.
٤ - أصدر الكابتن وليم تمبل جردنر كتابه - اللغة العامية المصرية Egyptien Couoqniola bie كما انشأ حلقة لتدريس اللغة العربية لطائفة المراسلين الذين يردون مصر من انجلترا وأمريكا وجعل هذا الكتاب وسيلة لغايته.
٥ - نشر المستشرق فنسنك رسائل عديدة مكتوبة بحروف أوروبية في اللغة المصرية القديمة ومن بينها رسالة للمقتطف اسمها "اجرومية مصرى" كتبها على هذا النحو (بل لسان المصري ومعها أمسلة) يقصد (باللسان المصري ومعها أمثلة).
- ٢ -
وعلى ضوء هذا الاتجاه الذي بداه المبشرون وحمله الويه الغزو الثقافي كتب عدد كبير من دعاة التغريب محاولين خلق "أزمة" اللغة العربية وفي مقدمتهم الدكتور صروف وأسعد داغر ولطفى السيد وقاسم أمين وأمين الخولى ومحمود تيمور وعبد العزيز فهمى.
فقد كتب الدكتور صروف عام ١٨٨١ يقول أن لغة الكتب عند الأفرنج لا نفترق كثيرا عن اللغة التي يتكملون بها فيفهم العامى منهم كتاب الفلسفة، أما نحن المتكلمين باللغة العربية فكتبنا ولاسيما كتب العلوم مكتوبة بلغة غير اللغة التي نتكلمها، والبعد بينهما كالبعد بين الفرنساوية والانجليزية أو بين اللاتينية والايطالية فلا يقدر عامتنا على ادراك معانى الكتب ما لم يدرسوا لغتها. ثم حاول ان يرسم حلا لعلاج ذلك في واحد من طرق ثلاث:
أما أن نكتب كتبا باللغة التي نتكلم بها كما فعل لانفسنا "مع أنه ممكن ونخاف أن تدعو الأحوال اليه في مستقبل غير بعيد".
أما أن نكتب كتبا باللغة التي نتكلم بها كما فعل الايطاليون وغيرهم من الامم التي فسدت لغاتهم بتوالى الأزمات.
اما أن نعلم أولادنا التعلم باللغة العربية الصحيحة حتى تصبح ملكة فيهم ثم قال: ان هذا فيما نظن اشرف الطرق وامنها وانفعها لأن العربية الصحيحة واسعة المتن مضبوطة القواعد يمكنها ان تجارى العلم اكثر من كثير من لغات الأرض.
٢ - اما اسعد داغر فقد عقد في هذا عام ١٨٩٦ مناظر مع شديد يافث ثم جددها في مارس ١٩٠٢ (المقتطف) وقال انه كتب في عديد من الصحف ومنها (ثمرات الفنون) ناعيا على اللغة العربية "انها لا تصلح ان تكون لغة تكلم ولم توضع الا لتكون لغة كتابة، وبيان ذلك ان المتكلم من طبعه يطلب الاختصار في حديثه. والكلام المعرب طويل جدا بسبب حركات الاعراب ولعدم امكان الاختصار فيه كما في المحكى" ثم قال انه (ليس في اللغة المعربة ما في اللغة العامية من الصلاحية للتكلم والمخاطبة، ولذا قضى قانون تنازع البقاء ان تجفوها الألسنة والشفاه) وجملة رأيه هو نفس اللغة المكتوبة وقصورها عن مجاراة اللغة الأجنبية.
٣ - وكتب لطفى السيد في (الجريدة) في شهرى ابريل ومايو ١٩١٣ عددا من المقالات في (تمصير) اللغة العربية.
وقد اتهم اللغة العربية بأنها واسعة في القاموس، ضيقة في الاستعمال مخصبة في المعانى والمسميات القديمة، مجدية في المعانى الجديدة والاصطلاحات العلمية وان رقيها قد انقطع من قرون طويلة فوقفت عند الحد الذي وصلت اليه ايام النهضة العباسية، ودعا إلى استعمال الألفاظ الأعجمية والعامية المألوفة (كالأتومبيل والبسكلت والجاكتة والبنطلون والجزمة) وقال أنه لا يعرف سببا لهجر المألوف المشهور إلى ابتكار غيره الا حب الأغراب، ثم قال أنه لا جرح على الكاتب أو المترجم ان يستعمل من الألفاظ ما شاء من المعانى، وأنه يريد أن لا يترك اللغة العامية تموت بأبعاد عربيها وفصيحها عن عالم الكتابة والنزول بالضرورى من اللغة المكتوبة إلى ميدان التخاطب والتعامل.