للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد كشف الغرب عن صلته بالتحول القهرى الذي تم في تركيا حين اعلن لورد كرزون في مجلس العموم البريطانى (مارس ١٩٢٣) تصريحه: لقد قلت للترك بان توجيههم وجوههم إلى جهة ايران والافغان مضر بهم وانه ينبغى لهم ان يوجهوا وجوههم نحو الغرب ويقيموا انظمتهم على اساس الحضارة الأوربية، غير ان صحف تركيا لم تؤيد حركة التغريب وقالت جريدة "توحيد افكار" ان على الغربيين ان يقيموا الدليل على ان انظمة الحضارة الأوروبية خير من انظمة الحضارة الشرقية.

وقد كان لحركة التغريب في تركيا اثران واضحان:

١ - في تركيا ندسها والعالم الغربى.

٢ - في العالم العربي.

وقد كان لحركة التغريب في تركيا اثران واضحان:

فقد قالوا انها اكسب للشرق كله وان نجاح دولة إسلامية في ميدان التقدم والنهضة والحرية لا شك له أثره الكبير في مواجهة الغرب.

وان الحركة قضت على جميع الخرافات المذهبية التي كانت متسلطة على عقول السذج، ومحت الأمية من البلاد وبثت روح العسكرية والنظام في الشعب التركي وحررت المرأة التركية وعلمتها واجبها في الحياة.

وقال انصار الحركة: ان التفكير الذي تتجه اليه تركيا هو ثمرة من ثمار المدرسة الفرنسية التي تقود الروح التركية، وأن الروح الفرنسية هى التي ستظل تملى على الحياة التركية الفكرية اتجاهاتها وان الثورة التركية وليدة الثورة الفرنسية: وارجع الكثيرون اثر الحركة إلى حركة الماسونية الفرنسية التي انتشرت في سالونيك وأنقرة والتي كان من أثرها الاتجاه بالروح التركية إلى ما أطلق (الراديكالية الفرنسية) وقد أكد هذا المعنى قول مصطفى كمال (٢/ ٤/ ١٩٢٤) ان وجهتنا هى السير من الشرق إلى الغرب. أعلموا أننا لأننا اضطرنا إلى اختيار موطن لنا في الشرق قد وقع اختيارنا على موطن لنا في الشرق قد وقع اختيارنا على موطن غربي بقدر الامكان لما الغرب من علاقة بمنشانا الأول فاذا كانت أجسامنا في الشرق فأنظارنا ما برحت متوجهة إلى الغرب".

وقال خصوم الحركة: أن العمل الذي تم في تركيا أنما فرض عسكريا ولم يقم على أساس الاقتناع. وان الحركة جاءت من رجال الجيش وليس من جانب الأمة "وان الذهبية التي غلبت على جماعة أنقرة في أن يقنعوا أوروبا بأنهم صاروا مثلها ان تتحقق الا يوم يستطيعون ان يصنعوا بندقيتهم وابرتهم، اما البرنيطة والرقصة فتأتيان بعد المدرسة".

وقال الدكتور هيكل (كتاب ولدى ص ٢١٦) ان هذه القصة النهضة تبدو كأنها ليست أثرا محتوما لتطور طبيعى وانها مصنوعة على يد مصطفى كمال وأصحابه الذين فرضوها على تركيا عن طريق التشريع، وألزموها الأخذ بها بقوة القانون، وبما وراء القانون من الجندي وسيفه ومدفعه، وهاجم الكتاب العرب موقف تركيا من الألفاظ العربية واجاههم إلى حذفها من لغتهم، وقالوا انهم بعد ان حذفوا هذه الألفاظ التي استعانوا بها طوال مدة الدولة العثمانية قد حدثوا ازاء ذلك عقبات لا يمكن اقتحامها، ولذلك لم تستطيع اللغة التركية ان تبلغ مرتبة اللغة العلمية وقالوا: انه بينما كان علماء العرب في الأندلس العراق ومصر والشام يسهرون الليالي على ضوء السراج الضئيل لخدمة الفلسفة ووضع اصطلاحات لها كان أجداد الترك لا عمل لهم غير ركوب الخيل وطلب الرزق من وراء الدخول في مختلف الجيوش".

[نظرة الغرب إلى تركيا]

وقد نظر العالم العربي إلى الحركة الجديدة في تركيا تتجه بسرعة إلى التغريب بعيون مفتوحة فيها دهشة وتطلع، وفي عقولهم أسئلة: ترى هل يسيرون وراء هذه الحركة وينقلونها، وجدت قضايا بحثت في الصحف والكتب: حول الخلافة وهل هى من الإسلام ام أيست منه. والحجاب والسفور وما مدى حرية المرأة وهل يمكن ان نطلق المرأة ص كما يحدث في تركيا حينما اصبحت الصحف تقول ان مهنة استاذ الرقص من أعظم المهن قيمة واكثرها ربحا.

وبدات معارك حول الطربوش والقبعة. ومدى اثر الزى في نهضة الأمة وشخصيتها وتقاليدها، وكان للمجددين من الكتاب والباحثين دورهم في رسم صور الاعجاب بالحركة التركية. التي لم تلبث ان تبعتها حركات في ايران وأفغانستان ومصر نحو الحرية الاجتماعية.

وفي مصر جرت محاولات لخلع العمامة في الأزهر

<<  <   >  >>