قبل نهاية القرن التاسع عشر واتسع نطاق الدعوة لها في أوائل القرن العشرين وواجهت الكثير من النقد والتعديل كما ذكرنا، وألف الدكتور "هافلوك أليس" في بريطانيا كتابه عن الحب والعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة (١٩٠١) وقدم لمحكمة الجنايات التي أتهمته بأنه كتب أشياء "وقحة" لا يصح نشرها بين الجمهور قم جرت أبحاث حول الصراحة في المسائل الجنسية.
ويرجع المؤرخون هذا الاتجاه إلى الادب الماجن والاباحى في الادب الاوروبى إلى أن عصر النهضة في أوربا قام على اساس انتحال من قواعد الدين والاتصال بالتراث الافريقي الذي كان في أغاية من الأدب المكشوف مما دعا إلى ظهور اوسكار واياد ولورنس بعد هافلوك واليس وفرويد, وقد جرت في الأدب العربي المعاصر مساجلات حول الأدب المكشوف والأدب المستور.
***
[السريالية]
وتأثر الفكر العربي الإسلامي المعاصر بمذهب السريالية في الفن ويهدف إلى التحرر من ضغط كابوس المقاييس ويرمى إلى أن يتم تسجيل ما يرد على مخيلة الفنان من صور ابداعية كما هى بصرف النظر عن جمال هذه الصور أو قيمتها الخلقية أو مطابقتها للمقاييس الاجتماعية.
***
وقد اتسع نطاق هذه المذاهب المنطلقة, بعد الحرب العالمية الاولى وخروج ملايين الجنود من الخنادق بعد قضاء فترة أربع سنوات كاملة في خطوط النيران وهو أتجاه طبيعى يقع في المجتمعات المختلفة بعد الحروب وكان المفهوم أن هذه النظريات جميعا, وهى لم نثبت في ميدان الفكر الأوربى ولم تأخذ صورة الحقائق أو العقائد أنه لا ضرورة إلى نقلها إلى الفكر العربي الإسلامي ولكن الاستعمار أراد من نقلها واذاعتها دعم معركة الغزو الثقافي الذي يهدف إلى بلبلة الفكر العربي وتشكيكه في قواعده واصوله ومحاولة تحطيم مقومات هذا الفكر القائمة على دعائم من الروحية والقيم الانسانية العليا.
***
[البراجماتزم]
وتأثر " الفكر العربي الإسلامي"بمذهب "الترجماتزم" الذي دعا اليه وليم جمس وحملت لواءه الثقافة الامريكية وهو مذهب الذرائع أو الوسيلة، والذى يرى أن الحقائق أنما هى وسائل لفهم الدنيا وهو ما يطلق عليه بمذهب "الغاية تبرر الواسطة"
وقد أمتزجت هذه التيارات الفلسفية في شبهه تيار فكرى مؤثر أخذ جانب الغلبة على القيم والمثل العليا الانسانية والروحية التي اتسم بها الفكر العربي الإسلامي في تاريخه الطول وحاول التيار الجديد الطغيان عليها, لولا أن تعمق التيار العربي الاصيل وأزداد قوة نتيجة لنظرير "التحدى والمواجهة" التي عرفها الفكر العربي الإسلامي في هذه المرحلة, ولم يكن هذا التيار العربي جامدا ولا متزمتا ولكنه كان متطورا مرنا عمل على الاستفادة من التيارات الفكرية الغربية على النحو الذي يزيده قوة, مع محاولة الحيلولة دون سيطرتها او تمكينها من تشويه الملامح الرئيسية للشخصية العربية الإسلامية والمعالم الاساسية للفكر العربي.
وقد ساعد على هذه المقاومة اضطراب الفكر الغربي نفسه, وتميعه وتأثره بالحروب والأزمات العالمية مما دعا الكثيرين إلى الشك في هذه التيارات ومهاجمتها وارتفاع الصيحه بالاتجاه إلى ثقافة الشرق الروحية ومحاولة تطعيم الفكر الغربي بها_فالفكر الاوربى الذي اتجه في أول النهضة لمقاومة الدين نتيجة لخروج أوربا من أسر الدين المسيحي واتجاهها إلى الثقافات اليونانية واللاتينية القائمة على الأسطورة والجنس, وظهر الاصلاح الدينى الذي أقام البروتستانتية بجوار الكاثوليكية ولم يلبث أن مر بها أسماه "ازمة الضمير" وهو مهاجمة كل قديم من دين ونظم وسياسة ومن أصول الاخلاق والاجتماع (أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر) وقد أحدث تقدم العلم والكشوف اضطرابا في الحياة الدينية، دفع المفكرين إلى تحميص المسيحية في ضوء القوانين العلمية والشك في الكتب المقدسة.
وظهور مذهب ديكارت، تأثر المؤرخين به مما دعاهم إلى الشك في مصادر "التواراه" وما أعلن (أوجست كنت) من أن الدين نظام اجتماعى قابل للتطور، كل هذا أصاب الفكر الاوربى بالاضطراب والقلق، حتى اذا انتهت الموجة التي أثارتها الحرب العالمية الاولى من أرتفاع موجات الإلحاد والاباحة علت الصيحة التي تقول