ويمثل كرومر بحملاته المتوالية التي أوردها كتابيه مصر الحديثة والخديو عباس وتقاريره السنوية صورة الحملة الجماعية على كل مقاومات شخصيتنا ومعالمها وتراثنا ووحدتنا وثقافتنا وماضينا.
يقول: ان الإسلام نجح كعقيدة ودين. ولكنه فاشل كنظام اجتماعي، قد وضعت قوانينه لتياسب الجزيرة العربية في القرن السابع الميلادي. ولكنه مع ذلك أبدى لا يسمح بالمرونة الكافية لمواجهة المجتمع الانسانى. وأن الإسلام يحزم المرأة من كل حقوقنا ويعتبرها أحط من الرجل وأنه يبيح الرق. وأنه دين متعصب تطرف يبيح لاتباعه أن يتخذوا المخالفين لهم في العقيدة أسرى حرب ورقيقا. ويجعل من أتباعه جماعة من أنصار الهمج المحبين للحروب والذين لا تتسع صدورهم لأى تسامح فهم لا يفهمون أن الخدف في الرأى ليس موجبا للكراهية والحقد.
وقال ان الإسلام دين مناف للتجديد ولم يكن صالحا الا للزمن والمحيط الذين وجد فيهما. وأن المسلمين لا يمكن أن يرقوا في سام الحضارة والتمدن الا بعد أن يتركوا دينهم، وينبذوا القرآن وأوامره ظهريا لأنه يأمرهم بالخمول والتعصب ويثبت كيهم روح البغض للاغيار والشقاق وحب الانتقام وأن الإسلام على الجملة هو العقبة للكؤود في سبيل رقى الأمة الإسلامية.
وقال أن الشرقيين أسرع الناس إلى تصديق الشائمات وهم ينملقون من فوقهم بنفس القدر الذين ينتظرون لمه الملق ممن هم دونهم. وهم لا يكترثون للمستقبل ولا يتبصرون في العواقب ولا يرون شيئا لمن يتركون من خلفهم وهم يدرسون في الخلفاء ولا يعملون في الضوء نتيجة للعصور المتوالية التي عانوا فيها من الاضطهاد وهم يؤمنون بالقضاء والقدر. ويدفعهم ايمانهم هذا إلى الرضوخ لكل ذى سلطان.
وقال: ان المسلم غير المتخلق باخلاق أوربية لا يصلح لحكم مصر، وأن المستقبل الوزارى سيكون للمصريين المتربين تربية أوربية.
وفاصل كرومر بين الإسلام والمسيحية وانتصر لديانته.
***
[الرد على كرومر]
وقد رد على كرومر: مصطفى العلايينى وفريد وجدى ومصطفى المنفلوطى ورشيد رشا ومصطفى كامل وغيرهم.
وجملة ردودهم أن كرومد انما قصد إلى محاولة تشويه سمعة المسلمين والعرب والمصريين في العالم الغربي انتقاما منهم. وأن هدفه هو التشفى من السخط الذي واجهه وأن حملته على الإسلام أنما هم الرابطة التي تعد القوة الأولى في مواجهة الاستعمار وان الإسلام لم يكن في يوم من الأيام مناقضا للمدينة العصرية او حائلا دونها، وهو لا يناقضها ولكنه لا يقبلها كلها ويرفض زيفها وأنه اذا كانت المسيحية وقفت مانعا أمام المسيحى وبين المدينة والحضارة فان الإسلام ليس مانعا.
وان الإسلام لم يعرف في عصر من عصوره سلطة البابا على الأمم المسيحية عندما كان يضع القوانين التي لها قدسية الأوامر المنزلة.