وضع معجم تاريخى للغة العربية.
ثم كانت المرحلة الثالثة هى انشاء مجمع اللغة العربية في ١٤/ ١٢/١٩٣٢ من عدد العلماء والمفكرين وانضم اليه عدد من المستشرقين الانجليز والفرنسيين وغيرهم.
كما جرت خارج المجمع أبحاث وأعمال هامة في والأمير مصطفى الشهابى وقد عنى هؤلاء الباحثون بتعريب أحمد عيسى والدكتور محمد شرف والدكتور أمين المعلوف المصطلحات الطبية والعسكرية والزراعية - وكان من رأى الدكتور أحمد عيسى: انه لا مانع من استعمال الكلمات الأعجمية عند الضرورة على أن يستغنى عنها بعد أن توجد بديلات عربية عنها ولا مانع من التعريب ففى القرآن الكريم كلمات معربة كالسندس
وقد واجه المجمع اللغوى في مصر حملات متعددة ولكنها كانت مغرضة، قام بها خصوم اللغة العربية وان بها عمله بطيئا في هذه الفترة التي نؤرخها الا انه استطاع ان يحقق وضع عدد من المعاجم لألفاظ القرآن والحضارة وغيرها. بل أن عددا من اعضاء المجمع اليوم قد هاجموه قبل أن يشركوا فيه.
***
[رأي المنصفين]
ولا شك أن اللغة العربية في معركتها ازاء حملة الغزو الثقافي والتغريب قد استطاعت ان تحقق انتصارا كبيرا بمقاومة فكرة القضاء عليها والتقريب بين لغة الكلام ولغة الكتابة.
وقد شهد للغة العربية كثيرون من مفكرى الغرب حتى ان ارنست رينان - وهو على ما هو تعصبا وخصومة - شهد لها في كتابه (تاريخ اللغات السامية) أنها بدأت للعرب والعربية - فجأة على غاية الكمال وأن هذا عنده من أغرب ما وقع في تاريخ البشر وصعب حله، وقد انتشرت سلسلة أي: سلاسة. غنية أي: غنى، كاملة لم يدخل عليها منذ ذلك العهد إلى يومنا هذا أي: تعديل مهم، فليس لها طفولة ولا شيخوخة، اذ ظهرت لأول أمرها تامة مستحكمة ولم يمض على فتح الأندلس أكثر من خمسين سنة حتى اضطر رجال الكنيسة أن يترجموا صلواتهم بالعربية ليفهمها النصارى.
ولحظ شبنجلر في كتابه انهيار الغرب "مدى تأثير اللغة العربية في شكل تفكيرهم" وقال أن اللغة العربية لعبت دورا أساسيا كوسيلة للنشر المعارف وآلة للتفكير في خلال المرحلة التاريخية التي بدأت حين احتكر العرب على حساب الرومان واليونان طريق الهند.
ويرى العلامة فريتاغ الألمانى في معجمه الكبير عن اللاتينية والعربية أن اللغة العربية ليست أغنى لغات العالم فحسب بل أن الذين نبغوا في التأليف بها لا يكاد يأتى عليهم العد، وأن اختلافا عنهم في الزمان والسجايا والأخلاق أقام بيننا ونحن الغرباء عن العربية، وبين ما الفوه حجابا لا نتبين ما وراءه الا بصعوبة.
٣ - وقال رينشرد كوتهيل (الهلال ١٩٢٠ م ٢٨): انه لا يعقل أن تحل اللغة الفرنسية أو الانجليزية محل اللغة لعربية وأن شعبا له آداب غنية منوعة كالآداب العربية ولغة مرنة لينة ذات مادة تكاد لا تغنى لا يخون ماضية ولا ينبذ ارثا اتصل اليه بعد قرون طويلة عن أبائه وأجداده، وأن التباين الجزئى الذي يبدو بين اللهجات العربية لابد ان يزول وعليه فستكون عندنا منطقة عربية تتكلم لغة واحدة شاملة.
ولقد كان للعربية ماض مجيد وفي مذهبى أنه سيكون لها مستقبل باهر.
٤ - واكد وليم ورل (الهلال ١٩٢٠ م ٢٨) ان اللغة العربية لم تتقهقر قط فيما مضى امام أي: لغة من اللغات التي احتكمت بها وانها ستحافظ على كيانها في المستقبل كما فعلت في الماضة، وان لها لين ومرونه يمكنانها من التكيف وفقا لمقتضيات العصر. وان اللغات الأوربية في خلال ٢٥٠ سنة لم تستطع السيطرة على العربية أو اضعاف مكانها.
٥ - وقال مرجليوث (الهلال اكتوبر ١٩١٧) ان اللغة العربية لا تزال حية حياة حقيقية، وانها احدى ثلاث لغات استولت على سكان المعمورة استيلاء لم يحصل عليه غيرها (الانجليزية والاسبانية) وهى تخالف اختيها بأن زمان حدوثهما معروف ولا يزيد سنهما على قرون معدودة، أما اللغة العربية فابتداؤها اقدم من كل تاريخ
وقال انطون الياس: ان اللغة العربية أقدم لغة