للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويرى عباس عمار (١١/ ٢/٣٤) الأهرام-أن الحالة التعسة للشباب سيئة متوترة واليأس في قلوبهم يملؤها حتى كادت تطفح به. وأن نظراتهم إلى التعليم مادية وأن غرض الثقافة الأسمى يتلاشى ويزول فضلا عن اهمالهم للمثل العليا وتضحية مبادئ الأخلاق في سبيل الغاية وبذلك أمتهن التعليم وهانت على المتعلمين أنفسهم.

أما لطفى السيد فيرى أن الجيل الجديد أفضل من الجيل القديم أذا كان قوام الأخلاق في الماضى هو الخوف وأن ملاكها اليوم هو الحرية. وقال "أن عيب هذا الجيل أنه مفتون يتملكه الغرور وقال أن هذا رد فعلى طبيعى لطبائع الاستبداد التي كانت تشمل بمشخصاتها الحاكم والمحكوم جميعا كل في دائرته. "فالحكم يظلم المحكومين ورؤساء العائلات يتشبهون بهم في دوائرهم الخاصة بل في في بيوتهم".

***

[أزمات الأسرة]

وقد تأثرت الأسرة بالتطور الاجتماعى الذي أحدثه الاستعمار فأصابها الاضطراب وضعفت عن التماسك نتيجة لثلاث أزمات متصلة (١) الاضراب عن الزواج (٢) تعدد حوادث الطلاق (٣) اضطراب العلاقات في الأسرة، وقد تبين أن انحلال الأسر في الأوساط المثقفة ملفت للنظر وكان العامل الاقتصادى له أثره في الاضراب عن الزواج كما كان لحرية الحياة الخارجية عن طريق البغاء السرى والعلنى أثرها في ضعف الرغبة اليه.

وقد دعا المصلحون إلى فرض ضريبة العزاب على من بلغوا سن الخامسة والعشرين أو جاوزوها (٤) ورفع مستوى المعيشة المادية وخفض المهور كمحلول لهذه الأزمة.

وقد وصل بعضهم إلى الاعتقاد بأن الحضارة قد كانت بعيدة الأثر في اهدار ذلك الركن وتعريضه للانحلال حتى أن بعض المثقفين أصبح مقتنعا بأن الزواج ليس من ضرورات الحياة وأن في الامكان الاستمتاع بالمرأة بغير زواج.

ورأى البعض أن انتشار الاباحة وتنشيط عواملها كان عاملا من عوامل أزمة الزواج

وقالوا في تعليل ذلك أن أزمة الزواج غير موجودة في الريف حيث لا توجد المدنية الحديثة وربما كان تطلع الزوج إلى زوجة غنيية تساعده بمالها في الاستمتاع بزخارف الحياة، أو انتظار الزوج يمر بمرحلة تكوين بيت عصرى من هذه الأسباب.

ومما كان له أثر في أزمة الأسرة: نزول المرأة إلى ميدان العمل وبلوغها حريتها التامة مما أضعف علاقتها بالأسرة. اذا لم يعد من الممكن أن تقضى وقتها في أعمال المنزل وحمل عبء الأطفال بعد أن تحررت من هذه الشئون ووكلتها إلى الخادمات.

***

[أزمة الاختلاط]

واتصلت بهذا أزمة الاختلاط بين الجنسين، وقد لقى الاختلاط معارضة كبرى حتى من السيدات المثقفات اللائى أتهمن الرجل بأنه هو الذي قاد حركة المرأة ووجهها على هواه ولمصلحته، ولذلك فهو المسئول عما بها من أخطاء. وقال عبد الحميد صعيد: أن اختلاط الجنسين في بلادنا لا يؤدى إلى الحب والتفاهم ولكن إلى فوضى العواطف وفحش الميول. وغير صحيح أن تقدم الأوربيين يرجع إلى سفور المرأة واشتراكها مع الرجل في الأعمال ومنافستها له في كسب الرزق.

وعارض هذا الرأى رأى يقول أن اختلاطا في الدراسة تحت رقابة عيون الوزارة والأساتذة وفي سبيل العلم وفي بيئة راقية من غير شك من حيث النتائج من اختلاط خفى قد تقع فيه الطالبة فريسة لغواية تقضى على مستقبلها.

***

[الزواج بالأجنبيات]

ولقد كان للاستعمار أثره في خلق مشكلة الزواج بالأجنبيات حرصا على كسب عدد من المثقفين الذين تعلموا في أوربا كجزء من خطة تغريبهم وربطهم بأهداف الاستعمار. وطال الجدل حول الزواج بالأجنبيات، وكان

<<  <   >  >>