[الأزهر ودعاة التغريب]
ولقد كان للأزهر دوره الواضح في مقاومة دعاة التغريب اذا دافع عن الإسلام ازاء كل حملة من هذه الحملات، فقد هاجم الأزهر: الإلحاد والاباحة والبغاء والتبشير ووقف موقفا حاسما بالنسبة لكتابى "الإسلام وأصول لحكم" لعلى عبد الرازق و "الشعر الجاهلى" لطه حسين باعتبارهما أزهريين.
وقد كان هذا سببا هاما من أسباب حملة الصحافة على الأزهر، وخاصة جريدة السياسة والصحف ذات اللون التغريبى، وقد حملت جريدة السياسة على الشيخ محمد نجيب انتصارا للشيخ على عبد الرازق وبلغت في ذلك حد القول (١٢ أغسطس ١٩٩٢٥) "بأن الدستور يكفل للناس حرية الاعتماد. ويبيح لهم بذلك أن يتبرئوا عن دين الإسلام من غير أن يكون لهم في ردتهم جرح وهذه قوانين الدولة تبيح لهم الخمر وبمنازل الدعارة، وبيوت القمار رخصا وتصدر ببيوت الربا قوانين".
ورد الشيخ بخيت يهاجم هذا المنطق ويقول كيف يعقل أن الدستور يبيح للمسلمين أن يرتدوا عن دين الإسلام.
وقد سخرت السياسة الأسبوعية (١٠/ ٤/١٩٢٦) من الشيخ بخيت فقالت "أنه لا يعرف شيئا في الشيخ بخيت ثابتا لم يتغير الا عمامته فانه والحق يقال لم يغيرها ألا مرة واحدة يوم توفى الشيخ سليم البشرى شيخ الجامع الأزهر" واتهمته بأنه يتلون بكل لون ويفتقل في أى شكل لانه اشتغل في مطلع عمره باخراج العفاريت!
كما هاجمت السياسة الشيخ محمود أبو العيون في حملته على البغاء أعنف الهجوم.
وهاجم طه حسين الأزهر سنوات طويلة بعد معركة كتاب الشعر الجاهلى.
وكان في حملاته بعيدا عن روح البحث العلمى الذي يدعى أنه من رواده ساخرا متهكما كقوله "أنا أعلم أن عمامة الشيخ تضيق بفهم هذه الكتب العلمية الخالصة التي يطبعها جماعة من المصريين والأجانب الشرقيين والغربيين" وكان ذلك في موقف دفاع من الأزهر من كتاب حوى سبا للإسلام كان مقررا على طلبة الجامعة.
كما دعا طه حسين إلى الغاء الأزهر والى منع خريجيه من الاشتغال بأى عمل من الأعمال، ودعا في كتابه مستقبل الثقافة إلى ان يصبح الأزهر كلية دينية يدخلها من شاء بعد أن يتم تعليمه الثانوى - ولطه حسين مقال معروف ٣١ أغسطس ١٩١٣ قال "وجه الصواب في اصلاح ألأزهر عبارة عن حملة عنيفة على نسق الشعر المنثور، هكذا هم جاهلون في اللغة العربية، هم جاهلون في الفارسية والتركية والهندية، هم عاجزون عن ان يذودوا عن الدين ويردوا عنه كيد خصومه. هم عاجزون لأنهم يجهلون الديانات الأخرى، هم عاجزون عن رد المخالفين. هم عاجزون عن أن يؤدوا ما للإسلام عليهم" والمقال كله قطعة من الحقد والخصومة والتعصب.
ولعلى عبد الرازق حملات متعددة على الأزهر غير أن أعنف ما كتب هو محاضرته التي ألقاها في الجامعة الأمريكية ١٩٣٢ (عن الدين وأثره) في وقت كانت البلادج تضج من آثار حملة التبشير التي كان مصدرها نفس الجامعة الأمريكية.
وقد وقف على عبد الرازق على منبر الجامعة الأمريكية ابان هذه الحملة ليقول: أن حركات التبشير المسيحى لا خطر منها على الإسلام.
ولقد كان هذا عملا خطيرا في عالم الفكر عندما تستخدم الجامعة الأمريكية - مصدر التبشير والتي كانت تواجه أعنف حملة من الصحف والأزهر ورجال الفكر - شيخا ليهزا بالتبشير ولقد كان هذا نفس موقف طه حسين الذي تحدى المشاعر الوطنية والإسلامية فافتتح موسم