للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

اللغة وتاريخها وآدابها أو مناهد تدريسها يرجع اليه علماء اللغة والأدب فيما جهلوه وهل وضع تفسيرا للقرآن لغويا خالصا. ان كل فعل هذا ليكونن له شأن كبير عندنا.

ثم هاجم طه حسين وقال: الآن قد عرفنا مذهب الدكتور طه حسين ورايه في كل تعاليمنا واذا كان قد راى ايثار على كل عالم واديب في مصر فيا ضيعة العلم في مدارسنا العالية، العلم الدينى الذي يدرسه لأبنائنا أساتذة أوربيون كالمسيو كازنوفا. ثم ذكر ابو العيون كيف ان جامعات ألمانيا وانجلترا وفرنسا استعانت بشيوخ اللغة العربية في الماضى والحاضر وكان في مستشرقيها الكفاية وان حسن توفيق العدل والدكتور حامد والى وعبد العزيز شاويش ومحمد جاد المولى ومنصور سلمان كانوا من هؤلاء الأعلام.

ثم هاجم الغزو والثقافي التغريبى الذي تحمل لواءه الجامعة وقال: نحن بلينا بالتقليد الضار. وهو على الحقيقة مسخ وتغيير وتنازل منا طوعا واختيارا عن كل مميزاتنا ومشخصاتنا إلى الغير ولو دام الحال على مثل هذا لأصبحنا مثل كندا واستراليا وبعض جنوب افريقيا وسواحل تونس والجزائر ومالطة ... "

٢ - وكانت المشكلة الثانية في معركة الغزو الثقافي هى المحاضرات التي ألقاها الدكتور طه حسين ١٩٢٦ عن الشعر الجاهلى في كلية الآداب ودعا فيها أقصاء عنصرى القومية والدين في مجال البحث العلمى. وهاجم الإسلام وأنكر ما ورد في القرآن من أخباره عن إبراهيم وإسماعيل وطعن في نسب النبى وأنكر أن للإسلام أولية في بلاد العرب وأنه دين إبراهيم.

ثم تبين بعد أن قامت الضجة ضد ذلك الكتاب في الصحف ومجلس النواب أن هذه الأفكار مأخوذة من كتاب (مقالة عن الإسلام) لجرجس صال الانجليزى معربة عن الانجليزية بقلم من يدعى هاشم العربي ومطبوعة ١٨٩١ يرى فيها ما رأى الدكتور طه عن قصة إبراهيم وإسماعيل وينسبه لنفسه على أنه ابتكار من ابتكاراته ورأى كما كشف عبد الحميد سعيد في مجلس النواب عام ١٩٣١ عن (نوته) لأحد الطلاب استملاها من محاضرات الدكتور طه على الطلبة في القرآن، وفيها بحث الدكتور الطلبة على نقد القرآن ويذكر لهم أن في القرآن أسلوبين مختلفين كل الاختلاف: أحدهما جاف وهو مستمد من البيئة المكية ففى هذا الأسلوب تهديد ووعيد وزجر، فلما هاجر النبى إلى المدينة تغير الأسلوب بحكم البيئة وأصبح ذلك الأسلوب لينا، وحث الدكتور طه الطلبة على أن ينظروا إلى القرآن كاى كتاب عادى يجرى عليه النقد العلمى ما يجرى عليها وأن يغضوا النظر عند البحث فيه عن قدسيته وعرض طه لفواتح السور وذكر عدة آراء فيها "منها قصة التعمية ومنها انها كانت في الأصل علامات مميزة لمصاحف الصحابة".

وقد ذكر (زكى مبارك) في مجال سجال بينه وبين طه حسين ان المستشرقين في السربون عندما قرأوا آراء طه حسين قالوا هذه بضاعتنا ردت الينا.

***

[المعارك الأدبية]

٣ - ودار بحث طويل حول مهمة الجامعة ومقدار ما أدته للفكر العربي وقد أجمع الباحثون على أن التدريس في الجامعة منذ انشائها (٩ يونيه ١٩٣٣ - الأهرام) لا يختلف عن التدريس في المدارس الثانوية فالطالب يرجع إلى كلام المدرس والى الكتاب ولا يكون له رأيا خاصا ويعتمد على الحفظ أكثر من اعتماده على الادراك، كما سجل موقف الطلبة من أساتذتهم وخروجهم على ما تواضع عليه الناس جميعا من احترام الاساتذة وتكريمهم والترفع عن هجر القول.

وقال لطفى السيد أن الجامعة لم تستطع ان تجعل اللغة العربية لغة التعليم كما هو مرجو وان كان لها في التعليم خط عظيم في كلية الحقوق وبعض أقسام الكليات الأخرى.

٤ - وقال الدكتور مشرفة: الذي ينقصنا هو روح العلم وجو التفكير الحر، والجامعة المنشودة تنعى الروح العلمية الصحيحة: وواجب الجامعة هو واجبه أولا نحو نفسه وثانيا نحو الأسرة الجامعية.

وجرى نقد حول خريجى الجامعة وعدم الاستفادة منهم - الأهرام (١٦/ ٥/١٩٢٦) فأقصى عنها معظم المصريين الذين قامت على رؤوسهم الجامعة الأهلية القديمة، ونحى عن أبوابا بعض الاكفاء من المصريين الذين كان يقضى تعليمهم بأن يكونوا بين جدرانها، وبذلك حرم من وضع أسس الجامعة كثير من أكفاء المصريين ثم انفسح المجال للأجانب غثهم وسمينهم ولم يراع في انتخابهم سوى أحقيتهم، وها هى الجامعة تموج بهم،

<<  <   >  >>