للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمثل هذه الأقوال لا تفيد ان جميع النساء على هذه الصفات الذميمة ولا تنطبق على جميع النساء وليس مرجع التشديد في حرمان البنت من الكتاية الا التفانى في الغيرة عليهن من ابرز محمود صفاتهن أياما كانت في ميدان الرجال تبعا للعوائد المحلية المشوبة بحمية جاهلية ولو جرب خلاف هذه العادة لصحت التجربة.

ولا شك أن حصول النساء على ملكة القراءة والكتابة وعلى التخلق بالأخلاق الحميدة هو أجمل صفات الكمال وهو أشوق للرجال المستنيرين من الجمال فالأدب للمرأة يغنى عن الجمال، لكن الجمال لا يغنى عن الأدب! ! "١.هـ

***

[٢ - دعوة قاسم أمين]

ثم كانت صيحة قاسم أمين بعد ذلك، بأكثر من سبعة عشر عامل، في نهاية القرن ١٨٩٩، وتمتاز على ما سبقها بأنها دعوة مدروسة واضحة المعالم أقام صاحبها بحثه فيها على أساس من التشريع، وعلم الاجتماع، ومناقشة الآراء القديمة الجامدة. وقد زادت إلى مطلب تعليم المرأة-وهو لب دعوة الثلاثة: البستانى والشدياق والطهطاوى-السفور والغاء الحجاب والطلاق أمام القاضى، ومنع تعدد الزوجات.

وقد ظهر كتاب تحرير المرأة عام ١٨٩٩ وذلك بعد أن نشره مؤلفه فصولا في جريدة المؤيد مما أثار ضجة كبرى اضطر ازاءها الشيخ على يوسف أن يفسح للكاتبين الرأى في تأييد أو معارضة، ما دعا اليه قاسم أمين.

وقد كتب قاسم مؤلفه (تحرير المرأة) على نحو علمى دقيق. قدم صورة عن حالة المرأة القديمة واضطهادها واذلالها ثم عالج موضوع ١ - "تربية المرأة" وأثر هذه التربية في تثقيف عقلها ٢ - وشرح حجاب النساء باعتباره أصلا من أصول الآداب، ودعا إلى التدرج في السفور ٣ - بين علاقة المرأة بالأمة باعتبارها نواة الاسرة ٤ - وبحث نظام الأسرة وما يمس حياة العائلة. وجملة المسائل التي عالجها هى: الحجاب والسفور، تعليم المرأة، الطلاق أمام القاصى، منع تعدد الزوجات.

***

[آراء قاسم أمين]

وأشار في مقدمة كتابه، بأنه ليس "ممن يطمع في تحقيق أماله في وقت قريب لأن تحويل النفوس إلى وجهة الكمال في شئونها مما لا يسهل تحقيقه وانما يظهر أثر العاملين فيه ببطء شديد في أثناء حركته الخفية".

ودعا إلى تعليم المرأة ورآه واجبا "أن تتعلم المرأة ما يلزمها لتربية أولادها على مبادئ الفضيلة والأدب، وفهم ما يحيط بها من الأشياء. بل ينبغى أن تستعد للاجابة على تلك الأسئلة التي لا نهاية لها مما اعتاده الأولاد الصغار (ك: المصريون) وقال: ان المرأة والرجل على حد سواء في الاحتياج إلى الانتفاع بالعلم والتمتع بلذته، ولا تحمل المرأة على المطلوب من هذه التربية العقلية بتعلمها القراءة والكتابة واللغات الأجنبية بل تحتاج إلى أيضا تعلم أصول العلوم الطبيعية والاجتماعية والتاريخية (ك: المرأة الجديدة).

وفي أمر (الحجاب) ندد به، انه "يحبس المرأة في دائرة ضيقة فلا ترى ولا تسمع ولا تعرف الا ما تقع فيها من سفاسف الحوادث، ويحول بينها وبين العالم الحى، وهو عالم الفكر والحركة والعمل فلا يصل الا محرقا مقلوبا (ك: تحرير المرأة) فالحجاب هو عنوان ذلك الملك القديم وأثر من آثار الاخلاق المتوحشة التي عاشت بها الانسانية أجيالا قبل أن تكون محلا للملك لمجرد كونها أنثى. كما أهتدت لأن تفهم أن سواد البشرة ليس سببا لأن يكون الرجل الأسود عبدا للأبيض (ك: المرأة الجديدة) وقال: ان كل ما يستميل النفس إلى المطامع والدرس لا يتوفر للمرأة مع حجابها "ذلك لان الحجاب يحبس المرأة في دائرة ضيقة فلا ترى ولا تسمع ولا تعرف الا ما يقع ويحول بينها وبين العالم الحى، وهو عالم

الفكر والحركة والعمل.

ودعا إلى منح المرأة حق حرية الفكر والعمل، وقال: اننا لا نهاب ان نقول بذلك "بعد تقوية عقولهن بالتربية، حتى ولو كان من المحقق أن يمررن في جميع الادوار التي قطعتها وتقطعها النساء الغربيات.

وفي الطلاق: طالب بأن كل من يريد أن يطلق زوجته أن يحضر أمام القاضى الشرعى، أو المأذون الذي يقيم في دائرة اختصاصه. ويخبره بالشقاق الذي بينه

<<  <   >  >>