للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على روما في اكتوبر ١٩٢٢ وتسلم الحزب مقاليد الحكم وبدأت هذه المبادئ تتسرب إلى مختلف بلدان العالم, وكان أبرز معالمها ادخال الحماسة في كل فروع الحياة وتمجيد حب الوطن وحب الأسرة وقد استهدفت الفاشية احياء المجد الروماني باعتبار أن روما مهبط العلم والعرفان والاتجاه إلى جعل الكنيسة الكاثوليكية هى كنيسة العالم كله, كما أدخلت التعالم الدينية على المنهج الدراسى.

وفي ألمانيا ظهرت الفكرة النازية عقب خروج ألمانيا من الحرب مهزومة, تحمل لواء الدعوة إلى انقاذ الوطن الجرماني بعثه من جديد ومقاومة البلشفية وأطلقت على نفسها " الوطنية الاشتراكية" وقد اتخذت النازية من نظريات الجنس (العراق) والدم والسلالة قاعدة لها, وغلا الهتلريون في نظرية الدم الألمانى ونقاءه وتفوق السلالة ونادى هتلر بتفوق الجرمان على جميع أجناس البشر ووصموا الأجناس السامية بعدم الأهلية لانشاء الحضارة (١).

وقد جرت مراجعات لنظريات النازية وتردد أن ما أورد هتلر في كتابه (كفاحى) انما نقله من آراء جوبننيو وربنان, وكان هتلر يهدف بمهاجمة السامية إلى مهاجمة اليهود.

وقد قسم هتلر في كتابه "كفاحى" الجنس البشرى إلى ثلاثة أقسام: الأول يضم الأمم التي خلقت الحضارة وهى الشمالية أو الآرية وخاصة الشعب الألماني والثانى يضم الأمم الهدامة للحضارة مثل اليابانيين, والثالث يضم الأمم الهدامة للحضارة مثل اليهود والزنوج ويرى هتلر أن من حق العنصر المتفوق أن يغزو ويستغل ويطرد أو يبيد جميع الأجناس الأخرى تحقيقا لمصلحته ولما كان الالمان هم أقوى أجناس الدنيا فلهم الحق كل الحق في التحكم في الأجناس الاقل رقيا من سكان الارض

وبذلك كانت "نظرية الأجناس" كما طبقتها "النازية" نظرية استعمارية وقد استولى الحزب النازى على السلطة في ألمانيا سنة ١٩٣٣.

ولعل من أهم أسباب سقوط الفاشية والنازية أنهما مذهبان يقومان على التفرقة العنصرية وسيادة جنس من الاجناس وتفوقه على سائر أجناس البشر.

وقد تأثر الوطن العربي بالفاشية والنازية فجرت محاولات مشابهة للقمصان السوداء في ايطاليا والبنية في ألمانيا فظهرت القمصان الخضراء والزرقاء في مصر كمحاولة تقليدية.

وحاولت حركات القمصان الملونة أن تجعل من هذا الاتجاه تنظيما عسكريا للشباب أو وحيدا للزى غير أن هذه الحركات لم تلبث أن تحولت إلى أدوات حزبية ولم يتحقق من ورائها قيام جيل جديد من الشباب, وقاوم الاستعمار هذه الحركة وربطها بالدكتاتورية.

***

[فرويد والجنس]

وكان لنظرية فرويد عن التحليل النفسي أبعد الاثر في الفكر العربي الإسلامي المعاصر فقد حملها الفكر الغربي الينا وحاول تأكيدها مع أنها لم تكن أكثر من نظرية تعرضت للمعارضة والنقض والتحول من يونج وادلر وهم زملاء فرويد.

لقد رأى فرويد أن الغرائز الجنسية تلعب اهم الأدوار في تكوين شخصية الفرد وقال أن الطفل يتجه اتجاها جنسيا إلى والديه , منا أنكر فرويد الحب والقلب ووصف النفس البشرية بأنها مجموعة من الرذائل تتحكم في قواها.

وجاء ادلر فخالف فرويد في أساس النظرية فقال أن الغريزة الجنسية ليست أساس الدافع البشري ولكن الدافع هو حب السيطرة والتملك.

ولما كان فرويد يهوديا فقد انتشرت نظريته انتشارا كبيرا في كل الاقطار التي حمل لواء الثقافة فيها المفكرون اليهود, وكان لها أثرها في الأدب الاوربى المعاصر حيث ظهرت نزعة التحليل النفسى في القصة ودراسات الاعلام وتراجم العظماء والقادة.

ولقد تأثر الفكر العربي الإسلامي بنظرية فرويد والتحليل النفسى وخاصة فيما يتعلق بالغريزة الجنسية حيث ظهرت معركة الجنس والأدب المكشوف.

وكان فرويد (١٨٥٦ - ١٩٣٩) قد نادى بنظريته

<<  <   >  >>