الذى ووضع لباس جديد للرأس، وأجمع الكثيرون على أن توحيد الزى لازمة من اللوازم الاستقلالية.
وصاح توفيق الحكيم (٧/ ٣/١٩٣٧ - الأهرام): آن الأوان أن لكى نلبس القبعة، وقال أنه طالما يوجد في مصر شئ اسمه طربوش وشئ اسمه قبعة فستبقى دائما كلمة أهالى وكلمة أجانب، ومهما مهدنا للتخلص من عار الامتيازات بمقتضى الاتفاقات أو بنصوص القوانين فان ذلك لن يخفف الا قليلا من وطأة تلك الامتيازات المعنوية والأدبية التي يتمتع بها كل لابس قبعة على حساب لابس الطربوش: ونادى: أيها الشباب أقدقموا على لبس القبعة ولا تخشوا ما دمتم مقتنعين أن الطربوش لم يعد يصلح لحاضركم ولا مستقبلكم، وقد رد كثيرون معترضين على رأيه وقال زكى طليمات أنه آن للوزراء والكبراء أن يخلعوا طرابيشهم.
وأشير إلى أن كلمة (قبعة) كلمة كلدانية. وأنها تسعى في قاموس الفيروزباذى "البرنس" وروت الأهرام ١٤/ ٣/١٩٢٦ أن (سليم سركيس) هو أول من فكر في لبس القبعة بدلا من الطربوش عام ١٩١٧ وفي نفس العام كتب (شيخ) يطلب إلى اخوانه المشايخ لبس الطربوش بدلا من العمائم، وأن معنى ذلك أن فكرة استبدال القبعة بالطربوش هى فكرة مصرية لا تركية.
ولعل أعظم داعية للقبعة هو الدكتور محمود عزمى الذي حاول منذ عام ١٩٢٥ أن يستبدل الطربوش بالقبعة، غير أنه لم يحقق هذا العمل الا صيف عام ١٩٢٦ متعللا "بالأخطاء الوراثية" التي حالت دون ذلك، وقال مصطفى صادق الرافعى في الرد عليه بأن هذا التحول مظهر من مظاهر التحلل الاجتماعى.
***
[السينما]
وكانت السينما من بين القضايا الاجتماعية التي جرى الجدل حول خطرها على المجتمع والأخلاق. ومدى أهمية اختيار القصص التي تعرضها لتوجيه الشباب والفتيات إلى مفاهيم صحيحة للحياة دون أن تكون وسيلة للاغراء أو خلق جو من الأعجاب بالجريمة أو الاباحة.
ومع ذلك فقد ظلت القصة السينمائية عاملا من عوامل الهدم والتغريب واشاعة الاثارة والتحريض على الجريمة وتصوير الحياة الاجتماعية بصورة التحلل.