(٢)
التبشير والاستعمار
لرس "التبشير" الا أحد الحركات الكبرى للغزو الثقافي والتغريب والسيطرة على العالم العربي وقد سبق الاستعمار ومهد له وفق خطة ضخمة تهدف إلى القضاء على العقائد الدينية والثقافات والقيم التي تقوم عليها مقدرات الأمة العربية باعتبار أن هذه العقائد قامت على أساس القوة الروحية والنفسية التي الهبت مشاعر هذه الأمة في الدفاع عن كيانها والجهاد في سبيل حريتها، وقد وضع مخطط التبشير على أساس القضاء على كل مقاومة أو مناعة مسخرين العلم والطب والسياسة والحياة الاجتماعية والثقافية والأدب واللغة في سبيل هذا الهدف واستغلال فقر هذه الشعوب وجهلها وضعفها في السيطرة على عقائدها وعواطفها ومشاعرها.
ويهدف مخطط التبشيرالى:
١ - تشويه الثقافة الإسلامية والتراث العربي والإسلامي.
٢ - افساد الخصائص القومية في البلاد العربية والإسلامية.
٣ - خلق تخاذل روحى وشعور بالنقص مما يؤدي إلى الخضوع للمدنية الغربية.
٤ - توسيع شقة الخلاف بين الطوائف والمذاهب واثارة النزاع بين الأديان.
٥ - اخضاع الأمة الإسلامية والوطن العربي للاستعمار الغربى.
٦ - اعداد شخصيات عربية لا تقاوم النفوذ الأجنبى
وقد بدأ التبشير عمله ١٨٣٠ بعد أن أقره البابوات ورسموا خطته ووضعت الدول الاعتمادات الضخمة له، خطته ووضعت الدول الاعتمادات الضخمة له، وفي مقدمتهم بيوس الحادى عشر (ك / التبشير والاستعمار- م. خالدى وع. فروخ) عن طريق المدارس الأجنبية والارساليات الخاصة والجمعيات العلمية والجامعات والأندية والصحافة والمستشفيات والملاجئ كطليعة للاستعمار وكوسيلة للسيطرة والثقافة الدينية والسياسية على العالم الإسلامي.
وعن طريق التعليم زينوا التاريخ الوطنى والإسلامي والعربي. وطعنوا على العرب اولإسلام.
وقد استخدم التبشير لتحقيق اغراضه في أفريقيا .. ومن ذلك أن (لفنجستون) الذك اكتشف وسط أفريقيا لم تكن رحلته الكشفية الا جزءا من عمل البعثات التبشيرية.
وكان المبشرون من ناحية اخرى اداة لتقديم معلومات وبيانات إلى وزارات الخارجية والمستعمرات واستغل الاستعمار صفا من دعاة التغريب في البلاد العربية لمعاونة المبشرين ووضع خططهم وأفكارهم موضع التقريب إلى الجماهير، ونشرت فصول في الصحف لاثارة الشكوك والاتهامات وخلق قضايا ثقافية تتعلق بالإلحاد والاباحة باسم حرية العلم والتخلص من سلطان الدين والتقاليد ومهاجمة اللغة العربية والإسلام. ورموا كل نت وقف في وجه سمومهم بالجمنود والرجعية.
عمل المبشرين في ميدان التعليم
اتخذ التبشير اتجاهين كبيرين: الاتجاه الأول عن طريق التعليم وانشاء الكليات والمدارس وقد تركز في لبنان ومصر واسانبول واستهدف المرأة العربية بنوع خاص والاتجاه الثاني: وهو التبشير السرى وقد شمل العالم الإسلامي كله وقد بدأت حملات التبشير على الكيان العربي