ينجحون في البلاد التي لم يكن للمسلمين فيها دولة في عصر الإسلام" ا. هـ.
***
-٢ -
واذا كان مرجليوث قد حاول انصاف الإسلام، فان الأب لامنس اليسوعى (المشرق: م ٢٨ (١٩٣٠) ص ٧٣٨) قد ساقه التعصب إلى كثير من المغالطات.
وان كان قد ذكر أن انتهاء (الخلافة الإسلامية) بعد مرور ست سنوات لم يحدث شيئا من العقبات داخل الإسلام وخارجه وذلك في قوله:
"وهكذا بعد أن مضى ست سنوات على القرار الكمالى القاضى على الخلافة في آزار ١٩٢٤ نرى الإسلام يعيش وهو لا يكاد يشعر باضمحلال تلك المؤسسة العليا وقد ركز (لامنس) هجومه على الإسلام في":
* تعسر اتفاق السنيين لأن بينهم كثير من المحافظين التقليديين الذين يحلمون باعادة الخلافة القديمة.
* أن اليقظة القومية قد أحدثت توسعا في الفوارق بين المسلمين.
* أن الأتراك قد انصرفوا عن الإسلام كلية. وعن أبجدية العربية وكذلك الفرس واتجه المصريون إلى الفرعونية.
* أن الأغلبية السنية في العالم الإسلامي تنطوى على فرق من الأتراك العلمانيين ومن المسلمين الشيوعيين المقيمين في الجمهوريات السوفييتية. والعصريين المتبشرين في مصر والهند.
* الخلاف بين السنة والشيعة.
والواقع أن تقرير (لامنس) للإسلام على هذا النحو انما يقصد فيه تصوير الإسلام بصورة التفسخ والتجزؤ وانقضاء وحدته وقوته، وهو غير صحيح فان الخلاف بين المذاهب الإسلامية لم يكن في الواقع الا خلافا أملته أهواء السياسة ثم حاول الاستعمار اثارته من جديد لاستغلاله في تمزيق جبهة الإسلام الموحدة.
وأن المسلمون قد تنبهوا إلى مؤامرات الاستعمار. وتلاقوا على مقاومته، وعلى الشك في مقومات الفكر الغربي القائمة على التعصب والهوى، وآمنوا بضرورة التجمع والاتحاد في سبيل دفع عدوانه، وقد حقق الفكر الإسلامي تطورا واضحا في هذا السبيل حطم كل ما وهمه الأب لامنس ومن وراءه.
وأن الفريق الذي أطلق على (لامنس) اسم العصريين قد تنبه مبكرا لخدعة الغرب ضد الإسلام ومدى الفارق البعيد بين شعارات الحضارة الغربية البراقة وواقعها الدامى المختفى تحت كلمات الحرية والآخاء والمساواة.
وقد صور (لامنس) نتائج مؤامرة الغزو الثقافي الموجهة ضد الإسلام حتى عام (١٩٣٠) وما حققته في ميادين التعليم والأزهر وترجمة القرآن وتحرير المرأة فقال:
١ - أن التعليم القرآنى هو في تأخر مستمر ومطرد حتى في البلاد الإسلامية المستقلة. وأن أبرز مظهر لذلك هو تطور التعليم الرسمى ولا سيما في المعاهد العالية والثانوية "فهو يتحرر شيئا فشيئا من تأثير الدين حتى يصبح لا دينيا محضا كما هى الحال في تركيا".
٢ - أن دعاة التطور العصرى قد مدوا أصابعهم في داخل الأزهر فاغتنموا حاجته إلى الاصلاح وتدخلوا في ادارة الدروس وتعديل البرامج التي حررت مرات حتى غدا تأثير ذلك العقل العلمى على شفير هار ففقد في عشرين سنة ثلاثة أخماس طلابه وهكذا القول في مدرسة الزيتونة في تونس. فاذا أضفنا إلى هذا، الروح العصرى السائد في الجامعة المصرية الجديدة والمستمد مبادئه من النقد الأدبى فهمنا أنه أبعد من أن تثبت الشبيه الإسلامية في مبادئها الدينية وعقائدها وأدركنا الصدمة القومية التي يعانيها اليوم الإسلام التقليدى.
٣ - محاولة تطبيق القرآن على ذوق العصر والأفكار العصرية، والميول الظاهرة في العالم الإسلامي للتخلص من الحرمات القرآنية الشديدة فيما يختص بفائدة المال وآراء الأئمة الأقدمين في الادانة والربا.
٤ - في العالم الإسلامي اليوم حركة نسوية ترمى إلى نزع الحجاب واعتاق النساء وتحتج على استئثار الرجل وحده بحق الطلاق وعلى انتقاص حق المرأة بالارشاد والشهادة. وقد حدثت في بلاد العرب وسوريا