والنقد. وذاعت بينهم مذاهب فلسفية نقلها المترجمون وجلهم من النساطرة واليهود ووثنى حران عن اليونان. ولكنك لا تجد عندهم مدارس فلسفة نسب اليهم ابتكارها فليس عندهم مدرسة تعزى إلى الفارابى او ابن رشد او ابن نسينا مثلا. فالمذهب الفلسفي ظل رايا فرديا عند العرب.
هذه العقلية بذاتها هى التي ورثها السيد الافغانى عن العرب، عقلية وقفت عند حد الاسلوب الغيبى لم تمده وتنكبت كل سبيل كان من الممكن ان يصل بتا إلى الاسلوب اليقينى.
ورد عليه الامير (مصطفى التهابى) المقتطف نوفمبر ١٩٢٦ فقال:
اليونانيون ساروا في بعض اتجاهاتهم العلمية على الاسلوب اليقينى وحادوا عنه في بعض اخر- وكذا أجدادنا العرب- وقد يكون اليونانيون اقرب إلى الأسلوب اليقيني من العرب اجمالا، ولم ينفرد العرب باتباع الاسلوب اليقينى فلا غضاضة اذن عليهم بل على العكس كانت علومهم المستمدة من علوم اليونان والفرس والهنود متاثرة بتاثير باقى الاقوام في هاتى العصور المظلمة.
فالعرب وهم تلامذة اليونانيين قام منهم عدد غير قليل ممن اتبعوا الاسلوب الغيبى في ابحاثهم فاثبتوا حقائق ستظل فخرا لهم إلى الان وخلاصة الرؤى انه يجب اما ان نقول بان العرب كانوا كاليونانيين والرومانيين يتبعون الاسلوب الغيبى في بعض ابحاثهم واليقينى في البعض الاخر. واما ان نحكم على الاقوام الغابرة جميعا حكما صارما فنقول انهم اصحاب اسلوب غيبى على الاطلاق وان الاسلوب اليقينى لم يوجد الا في عهد اسحاق نيوتن وديكارت وفي هذه الحالة يشمل الحكم اليونانيين بالاريب.