وتوالى المجامع التي يتلاقون فيها من شانه أن يهدب من المظاهر ويعمل على ترفيع النظرات وترفيق الآداب.
ولعل قاسم أمين كان يخشى ذلك فقال: والذى أراه هو أن الغربيين قد غلوا في أباحة التكشف للنساء إلى درجة يصعب معها أن تتصون المرأة من تعرض لمثارات الشهوة بما لا ترضاه عاطفة الحياة .. وهكذا ظلت حركة الاختلاط تنمو سريعا وتشيع إلى أن أصبحت الفتاة التي كانت أمها منذ نيف وثلاثين عاما لا تستبيح لنفسها الاتصال ببعض المحارم أصبحت هذه الفتاة ترى الاتصال بالرجال للسمر. والتسلى حقا من حقوقها، ومن المقرر أن الاختلاط بين الرجل والنساء اذا قام على غير مقتضياته الضرورية الجادة، وكان منبعه اللهو والترف فانه لا يلبث أن يقوض دعائم الأمم.
وقد صور عباس عمار الحركة النسوية (الأهرام ٢١/ ٥/١٩٣٣) بأنها مظاهر لا أكثر ولا أقل، وطالب بأن تقوم جهود المرأة على أساس للسير في الاصلاح على هدى، ونعى على الفرق العظيم بين ثقافة الرجل وثقافة المرأة.
ووصف محمود أبو العنين حركة المرأة بأنها ثورة فهو يرى (الأهرام ٩/ ١٢/١٩٣٣) أن المرأة فهمت الحرية فهما معكوسا وفي ظل الحرية الزائفة تحررت المرأة المصرية من الآداب والأخلاق. ورأت فيها قيودا يجب تحطيمها. وفي ظل الحرية الزائفة داست المرأة أقدس واجباتها كزوجة وأم وربة منزل فتهدمت تلك الأصول الثلاثة التي تبنى عليها حياة الأسرة وسعادة المجتمع.
وهاجمت "لبيبة هاشم" الظواهر الحسنة في حرية المرأة وهى تخفى صفات قبيحة وقالت"أو لسنا نرى عيوب المدينة الأوروبية بدأت تجر أذيالها بيننا فتكنس آثار الحشمة من طريقنا. أو ليسنا نشعر بريحها المسموم تهب من الغرب فتذر من عيوننا رمادا تعمى به بصائرنا.
ما أهمية الشعر مجزوزة أو مترسلا معقوصا أو مضفورا اذا كانت الرأس لا تحوى عقلا وعلما".
ونعت نعيمة المغربي (الأهرام ١٢/ ٩/١٩٣٣) على المرأة العربية الاسراف في التقليد. والمباهاة بمعرفة أحدى اللغات الأجنبية فقالت"لا أريد أن يكون تعليمنا للغة أجنبية سببا لهجر لغتنا هجرا قد يكون لا لقاء بعده".
وهاجم عبد الرحمن فهمى (الأهرام ٢٥/ ٦/١٩٣٩) خروج المرأة"عارية مردتية ثوبا يظهر محاسن جسمها بعد أن تصبغ وجهها وقال: لقد حدثنا التاريخ أن الأمم العابثة أقل نجمها، وقال أن قاسم أمين لم يكن يظن أن الأمر سيصل إلى هذا" التدهور الخلقى الهادم لكيان الأمة" ودعا إلى حرية الأمة التي تقوم على قواعد الدين- والتي أعطيت للمرأة في صدر الإسلام فأباحت لها مزاولة أعمالها وأدارة شئون ممتلكاتها فكانت تقابل من تشاء وتخطب في الاجتماعات وتساجل الشعراء وتسابق الرجل إلى حومه الوغى ... ".
ودعا نبيه أمين فارس المرأة العربية أن تحرر أولا من الرجل نفسه" فان جميع أتعابها وبلاياها وجهلها وتأخرها يعود إلى الرجل المتسلط عليها والى عقلية الرجل فهو مصدر جهلها وسبب شقائها"