للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإبراهيم ويعقوب ويوسف وموسى ويشع ثن نون وثمثون وشارل وداود وسليمان وابوب ودانيال.

وتبين أن هذا يدرس بدلا من الدين ويقوم بتضرسه اساتذة مسيحيون لجميع التلاميذ على السواء. ومن ناحية اخرى كانت هناك الارسالية الاسقفية الانجليزية

ولها ١٥ فرعا في بولاق ومصر القديمة والجيزة وقصر الدوبارة وكان لمستشفى الدكتور هرمل في مصر القديمة شهرة ضخمة في اعمال التبشير فقد تبين انه يلقى على المرضى دروس الصباح من الانجيل من مبشر يذهب مع المريض إلى الطبيب الذي يفحصه فيقابله بالبشاشة والترحاب وييساله عما سمع مما القى من دروس الصباح وينبت المبشرون بين المرضى ويقومون بزيارات متعددة للمنازل بعد خروجهم من المستشفى.

وأعلن الدكتور هيكل في السياسة (٢١/ ٦/ ١٩٣٣) انه ثبت بالوثائق ان هذه المعاهد تتخذ برامجها التعليمية وسيلة لتغيير العقائد وأنها تجعل النزعة الدينية هى الغالبة على كل شئ وأنها تقدم إلى تلاميذها كتبا تقضى بالطعن في الدين الإسلامي وفي النبى العربي، واشار ببيان هيئة كبار العلماء (٢٧ يونيه ١٩٣٣) إلى ان هذه المعاهد تعلم اولاد المسلمين امورا ضد دين الإسلامي وضد النبى وضد القرآن الكريم. اما في الملاجئ فانهم يقصدون الفقراء الذين مسهم الضر ثم يضعونهم فيها ليطعمونهم وعند ذلك يتصرف المبشرون في عقائدهم الدينية حتى يخرجوهم من دين الإسلام.

وقد اتسعت حملة الصحافة ضد التبشير وكان قوامها مهاجمة حكومة صدقى باشا على نحو حزبى، ولم تكن هذه الحملة بقادرة على مقاومة هذا الخطر الا بمطالبة الحكومة بالقيام بعمل ايجابى ومناشدة الاغنياء واصحاب الراى إلى انشاء دارس ومستشفيات تحول بين التلاميذ والرضى من الوقوع تحت سيطرة هذه المدارس، كما ارتفعت الدعوة بالمطالبة بالعدل الاجتماعى ووضع نظم لاداء حق الطبانات الفقيرة وكان مصدر هذا العجز عن مقاومة التبشير بصفة فعالة حماية الامتيازات الاجنبية لهؤلاء الاجانب من المحاكم، ولقد لقيت حركة التبشير ازدراء الوطن العربي كله باساليبها الوحشية التي لم يعرف لها مثيلا في الدعوة إلى دين من الاديان حيث لم تضم من قبل دعوة وامها الغدر والخيانة واستغلال الفقراء والجهلاء كما فعل الاستعمار عن طريق التبشير.

وقد صور الدكتور هيكل في مذكراته السياسية (ص ٣٢٨/ ج ١) كيف ظهر نشاط المبشرين بالمسيحية في ثوب مخوف قال "لقد قالت الصحف يومئذ ان الجامعة الامريكية بالقاهرة هى مصدر هذه الدعايات، وكان غربا حقا هذا النشاط الذي ابداه المبشرون والذى لم نسمع بمثله من عشرات السنين وقد امتد هذا النشاط من القاهرة إلى بورسعيد إلى غيرها من المدن والاقاليم. وتحدثت الصحف عن وسائل الاغراء التي يلجا اليها المبشرون لحمل السذج على اعتناق المسيحية ولتنصير الاطفال الاثرياء من ابناء المسلمين الفقراء، وارتاع الناس لهذه الحملة التبشيرية ايما ارتياع وتالفت جمعية لمقاومة هذا التبشير تجتمع في دار الثبات المسلمين وكنت من اشد الاعضاء تحمسا لمقاومة التبشير، اقتناعا منى بان هذه الحركة يقصد بتا اضعاف ما في النفس من ثقة يدين الدولة ولما ينطوى عليه من قصد سياسى وهو اضعاف معنويات هذا الشعب باضعاف عقود" وقد اثار صاحب هامش الاهرام (٢٤/ ٦/ ١٩٣٣) إلى موقف اقباط مصر من التبشير فقال: ان المسيحيين عارضوا الحملات وان جرجس فبيثاؤس عوض قال انه لم يسمع ان مسلما لجا إلى القبط لينصروه وانه قد وقع الخلاف بين الاقباط وهذه الارساليات.

ولم تكد حركة التبشير في مصر تخف قليلا حتى ظهرت دعوة تبشيرية اخرى هى "البهائية" التي اصطنعت اساليب تفوق اساليب المبشرين في الاباحية والغزو عن طريق المراة، وعقد الاجتماعات ذات الاضواء الصارخة والعرى ولكن هذه الدعوة لم تلق صدى العند بعض الاغرار والسذج ولم تقو على البقاء او احراز اي نجاح، ومجمل هذه الدعوة ان بهاء الدين جاء للعصر الجديد وهو روح العصر الجديد وتهدف البهائية إلى توحيد الاديان جميعا تحت علم البهائية، وقالت للنهضة الفكرية ١٥/ ٧/ ١٩٣٣ ان البهائية اساليب تختلف عن اساليب المبشرين وتفوقهم ولهم في اباحيتهم الاخلاقية اكبير ضرر لهم. وان الذين يهدون المبشرين بالمال مدون البهائيين. وبينهما فروق ولكنهما يلتقيان عن نقطة اساسية وغاية موجودة هى الخروج عن الإسلام والتشكيك في الرسالة والنبى".

<<  <   >  >>