العقل أي: بالضرورة من غير حاجة إلى استعمال الحواس الخمس، وببرهان راجع من قرب او بعد إلى شهادة الحواس واولها العقل.
وقال ابن حزم: ان التقليد حرام.
وعلى أساس نظريته التي هى من صميم الفكر العربي الإسلامي خالف كثيرا من الاقوال التي كانت معتمدة في زم وهو القائل بان الغرض من الفلسفة والشريعة انما هو "أصلاح النفس".
وفيما يتصل بهذا ما عرف الفكر العربي الإسلامي من اصول النظريات السياسية المستقلة عن الفكر الاغريقى والرومانى. وقد سبقت ما انتجه العقل الاوربى.
وأبحاث الامامة والعقد السياسى والعدل وتطبيقات الشيعة والمعتزلة والمرجئة وشئون المعاملات والبيعة، كلها غير مسبوقة وان كان ما ادعاه الغرب من اليونان هم وحدهم الذين عرفوا النظريات السياسية هى دعوى تغريبية تكذبها الوقائع الصحيحة.
وقد صور الغزالى في كتابه (المنقذ من الضلال) أسلوبه العلمى في فهم الإسلام فقال انه رأى "صبيان النصارى ينشئون على النصرانية، وصبيان اليهود ينشئون على اليهودية، وصبيان المسلمين على الإسلام وانه لم يقتنع بهذا الدين التقليدي اليقينى ولذلك اتجه إلى ان يعلم حقائق الامور، وان يبنى دينه على يقين، ولذلك بدأ بالشك في كل ذلك حتى يقوم البرهان على صحته، وقال بالنص: كل ما اعلمه على هذا الوجه ولا اتيقنه هذا النوع من اليقين فهو علم لا ثقة به ولا امان معه وكل علم لا امان معه فليس بعلم يقينى".
وتطبيقا لنظرية "المنهج العلمى العربي" نقد الفيلسوف "النظام" اراء ارسطو كما نقضها الجاحظ ايضا ونقد "البيرونى" نظريات اليونان والهند في الرياضيات. ووقف الغزالى في كتابه "المنقذ" موقف ديكارت الذي جاء من بعده.
وبعد فهل طبق الغرب منهج البحث العلمى الحديث عندما بحث تاريخ الامة الإسلامية ودينها ولغتها وتراثها.
وهل تجرد كتاب الغرب ومحوا من انفسهم احقادهم وخصوماتهم وتعاليهم عندما نظروا إلى تاريخ البلاد العربية ام تاثروا بنظريات جيب ورين في الفرق بين السامية والارية ونظريات الاجناس والعنصرية ورسالة الرجل الابيض.
الواقع ان من ينظر إلى ما كتبه علماء الغرب يجده مليئا بالانتراءات والاكاذيب على الإسلام والنبى والقرآن وتاريخ العرب واصول دينهم وحضارتهم فهو في اغلبه جائح اصد الجنوح عن مذهب البحث العلمى الذي لا يريد الغرب حين يفرضه علينا الا اثارة الصكوك والاتهامات ومحاولة التصغير من شان بطولاتنا وامجادنا.
والواقع ان نظرية قصر العلم على اساس البحث والملاحظة والاستقراء أنها وضعت اول الامر للنظريات العلمية وحدها، ثم انسحبت على الفكر والتاريخ والعقيدة غير ان الايمان بقدرة العلم المطلقة لم تلبث ان تراجعت امام الجوانب الغيبية واقدرنها بعد ان انكرتها اول الامر انكارا مطلقا.
وكان "اوحست كمط" العالم الفرنسي اول من قدر ذلك حين قرن بفلسفته العلمية ديانة الانسانية.
ثم تحرر العلماء من قيد النظرية وأعلنوا إلى أن العلم قد عجز عن ان يعد غذاء نفسيا للشعوب الغربية وأنه لا مفر من الالتجاء إلى اديان الشرق ومذاهبه، وقد نشات على اثر ذلك نظرية "اقتراض" الغرب لثقافات الشرق الروحية وظهر مذهب الثيوصونهية.