×نحن في حاجة إلى ثقافة حرة ابعد ما تكون عن الاديان. ولا باس من ان تعتمد على الترجمة إلى حد بعيد حتى يتحضر العلم وتتحضر الفاظه.
علينا أن نرتبط باوربا وان يكون رباطنا بتا قويا .. نتزوج من أبنائها وبنائها. وننظر للحياة نظرها، ونجعل ادبنا يجرى وفق ادبها، بعيدا عن منهج العرب ونجعل فلسفتنا وفق فلسفتها وتؤلف عائلاتنا على غرار لعائلاتها.
اصطناع القبعة أكبر ما يقرب بيننا وبين الاجانب ويجعلنا أمة واحدة، القبعة هى رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر.
أن الحركة التي قامت في العالم الماضى، وكانت غايتها اصطناع القبعة قاومها زعماؤنا وقتوها في مهدها، فاثبتوا بذلك انهم لا يزالون اسيويين في انكارهم لا يرغبون في حضارة أوربا الا مكرهين.
الجامع الأزهر يبث فيه ثقافة القرون المظلمة- واذا كانت الرابطة الدينية سخافة فان الجامعة الدينية وقاحة.
كلما ازددت خبرة وتجربة وثقافة توضحت أمامى أغراضى في الأدب، كما أزاوله فهي تتلخص في انه يجب علينا أن نخرج من آسيا وأن نلتحق بأوربا فانى كلما زادت معرفتى بالشرق زادت معرفتى بأوربا زاد حبى لها وتعلقى بها. وزاد شعورى بأنها منى وأنا منها، هذا هو مذهبى الذي أعمل له طول حياتى سرا وجهره فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب.
-نريد من الأدل أن يكون أدبا أوربيا ٩٩ في المائة قائم على المعنى والقصد. لا على اللفظ كما كان الحال عند العرب.
-نريد من التعليم ان يكون تعليما اوربيا لا سلطان للدين عليه ولا دخول له فيه.
أن هذا الاعتقاد بأننا شرقيون قد بات عندنا كالمرض. ولهذا المرض مضاعفات. فنحن لانكره الغربيين فقط ونتافف من طغيان حضارتهم فقط. بل يقوم بذهننا انه يجب ان نكون على ولاء للثقافة العربية، فندرس كتب العرب ونحفظ عباراتهم عن ظهر قلب كما يفعل ادباؤنا المساكين امثال المازنى والرافعى وندرس ابن الرومى ونبحث عن اصل المتنبى. ونتعصب للجاحظ وليس علينا للعرب أي: ولاء. ثم يجب ان نذكر ان ادمان الدرس للعرب يشتت الادب المصري ويجعله شائعا لا لون له.
الرابطة الشرقية سخافة. اننا في حاجة إلى رابطة غربية.
عندى أن قليلا جدا من الفاظ اللغة يكفينا بلا حاجة إلى هذه القائمة التي لا تكاد تخلو منها صحيفة من الصحيح والخطأ.
واذا كانت ٨٥٠ كلمة انجليزية تكفي الانجليز فلماذا لا تكفينا مثله وضعفه أو ثلاثة أضعافه.
أرى أن مصلحتنا ومصلحة العالم كله أن نغرس في أذهان جميع العرب في مصر والعراق وسوريا وشمال أفريقيا أنهم اوربيون سلالة وثقافة وأنهم يجب عليهم ان يسيروا سيرة الشعوب الأوربية تثقفون بثقافتهم ويتعودون بعاداتهم.
أن العلماء يتجهون إلى القول بأن مصر هى التي انشئت الحضارة في العالم وان المصريين القدماء لم يكونوا امة شرقية بل كانوا امة غربية الدم والمزاج.
حرمان لغتنا من كلمات الثقافة العصرية هو لذلك حرمان للامة من المعيشة العصرية، فنحن ما زلنا نعيش بكلمات الزراعة، ولما نعرف كلمة الصناعة ولذلك فان عقليتنا قديمة جامدة متبلدة تنظر إلى الماضي. حتى اننا نؤلف في ترجمة معاوية ابن ابى سفيان في الوقت الذي كان يجب ان نؤلف عن هنرى فورد أو كارل ماركس.
بلاغتنا التقليدية هى بلاغة الانفعال والعاطفة في الوقت الذي نحتاج فيها إلى تاكيد المنطق والعقل.
ما تحمل اللغة من رواسب تاريخية قد يعود علينا بالضرر لأنها كانت تخدم مجتمعا ربما كانت فضائله معدودة بين الجرائم في سلوكنا العصرى.