للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان هذا الهدف يعيش في أعماق الفكر السياسي المغربي منذ استطاعت الدولة العثمانية الزحف إلى أوربا والسيطرة علهيا والوصول إلى أسوار فىينا، مما خلق في الغرب بعد أن وصل إلى مرحلة القوة والتفوق روح الانتقام والعدوان وهو ما حاوله من مؤامرات واسعة خلال أكثر من مائة عام لتمزيق الدولة العثمانية.

وكانت الدولة العثمانية قد التقت بالاقطار العربية فىوحدة إسلامية جامعة عام ١٥٠٠ ميلادية، ولم تكن هذه الوحدة استعمارا كماحاول البعض أن يصفه، ولكن كان لقاء تحت مظلة الإسلام في سبيل حماية الأمة من عوامل الغززو الغربي الذي تجدد بعد انتهاء الحروب الصليبية.

وكانت المؤأمرة الغربية تهدف إلى القضاء على روح الجامعة الإسلامية باثارة روح القوميات والتعصب والعروق والدماء وهى الدعوة التي حمل لوائها جماعة الاتحاد والترقى وسيطر عليها مدحت وبعض المثقفين الذين تعلموا في الغرب وكانت دعوتهم ترمى إلى تمزيق

الروح الإسلامية والقضاء عليها واعلاء ما اسموه " الطورانية " وهى العنصرية التركية القديمة وذلك في سبيل القضاء على الوحدة الجامعة بين العرب والترك وهى الدعوة التي حمل لوائها الاتحاديون الذين حكموا تركيا بعد اسقاط السلطان عبد الحميد، وقد اندفعوا فىها إلى الحد الذي حملهم على العمل على تفريك العناصر وتتريك العرب بالذات بحرمانهم من لغتهم وتصفيه تاريخهم وماضيهم وهو العامل الخطير الذي أثار روح الخلاف بين عنصرى الدولة العثمانية ومهد للقضاء على الامبراطورية وكذلك مضى إلى هدم الدولة وتسليم فلسطين لليهود وطرابلس الغرب للايطاليين وجاء بعد ذلك دور مصطفى كمال أتاتورك في تغريب تركيا كلية والقضاء على الخلافة واللغة العربية والإسلام وقد كشفت الايام عن سلامة موقف السلطان عبد الحميد وصموده أمام مغريات ومؤامرة الصهيونية في مخططها الرامى إلى الاقامة في القدس وكان موقفه الحاسم معهم هو العامل الأساسى في اسقاطه.

<<  <   >  >>