اليه من اقامة العلائق الانجليزية المصرية على أساس من التفاهم والتعاطف المتبادل".
وكان معنى هذا أن التطور الذي يتطلع اليه الاستعمار هو تحوله عن هدفه في حماية اللغة أو التسامح مع الاستعمار في بث آرائه أو التخفف من العمل في مجال الحركة الوطنية ومعنى خطة اصلاح الأزهر من داخله انما تعنى الالتقاء مع الاستعمار الغربي بما يحقق اقامة العلاقات المصرية البريطانية على أساس من التفاهم ولما كان غير ذلك غير ممكن، فقد حرص الاستمار على خلق معاهد جديدة لتخريج معلمى اللغة العربية والقضاء، وفرق بين القيم المادية للمتخرجين من مدرسة القضاء الشرعى ودار العلوم وكلية الآداب وبين خريجى كلية اللغة العربية كلية الشريعة الأزهريتان. وكانت هذه محاولة لقصر الأزهريين على الامامة والخطابة في المساجد وبذلك شعر الأزهريون بأنهم أقل منزلة فاذا طالبوا بمساواتهم اتهموا بأنهم طلاب دنيا وليسوا أصحاب رسالة.
وقد كان واضحا أن القس دنلوب عمد إلى ابعاد الأزهريين عن المدارس الأولية والابتدائية، وكان هذا جريا مع الخطة التي ترمى إلى اقصاء الدين المناهج الدراسية.
وهكذا حقق الاستعمار:
*خلق ثنائية التعليم:
*عزل الأزهر وتجميده وخلق مدارس ومعاهد تتصل بالعلوم الحديثة.
*التفرقة في القيم المادية بين خريجى الأزهر وخريجى المعاهد الأخرى.
*اقصاء الإسلام عن المناهج الدراسية.
وغلب على منهج الدراسة مذهب "ديوى" الذي يزدرى بالقيم والدين والروحية ويدعو إلى مناهج تتصل بالحياة الواقعية.
وفي الوقت الذي كانت مناهج التعليم الرسمية في مصر تتبع مذهب ديوى في اقصاء الإسلام عن برامجه، كانت المعاهد الأجنبية على اختلاف أنواعها والتي يدرس فيها ٧٠% من المسلمين تدرس المسيحية بمذاهبها وثقافتها.
ويمكن القول بأن هذه الخطة التغريبية التي اصطنعها الاستعمار مع الأزهر قد اصطنعت مع المعاهد التي تدرس اللغة العربية والإسلامية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي كالزيتونة في تونس والقرويين في المغرب حيث عمد الاستعمار إلى خلق جامعات ومعاهد تدين له بالولاء وتسير وفق مذاهبه ويخضع لسلطانه وأن كانت هذه المعاهد لم تلبث أن تحولت شيئا ما عما أريد لها.