(٢) عاطفة سامية ترتفع بصاحبها عن الأنانية المعقولة.
(٣) اعداد متين يضمن للمرء تحقيق هذه المثل العليا.
قال عباس عمار: أن مجتمعنا مريض تنتابه العلل، ومرجع النقص في الاصلاح هو عجز الجماعات عن أى تكون لها برامج جميلة تؤمن بها وتعمل على تحقيقها. ودعا إلى قيام نظام "المحلات" التي تعد حجز الزاوية في بناء الاصلاح الاجتماعى وهى (مؤسسات) تقام في مناطق متفرقة في المدن والقرى لرفع مستوى الحياة الاجتماعية في كل منطقة.
وعالج منصور فهمى (٢٠/ ٦/١٩٣٩) ما أسماه "علة العلل في مشاكلنا الاجتماعية وهو: الاقتباس من الحضارة بما يوافق حاجتنا أو قبولها قبولا كاملا".
وقال "أنى أتمسك بميراث انحدر إلى بلدى من قرون وأن استةحى ما يوحى به تاريخى وأن استلهم ما يلهمنى جو بلادى. لسنا من الغرب وأنها لكبيرة أن ننهج في كل شئ سبيل الغربيين، فالتقليد حدود-وكان طه حسين قد دعا إلى قبول الحضارة الغربية كاملة غير مقبوضة "ما يحمد منها وما يعاب وما يحب منها وما يكره".
واتجه الأزهر ووزارة الأوقاف إلى الدعوة إلى ابطال البدع والعادات الضارة وأشار وزير لأوقاف في خطاب وجهه إلى شيخ الأزهر (صحف ٢١/ ١/١٩٣٦) إلى أن هناك عادات كثيرة وأمور عديدة لابست الشعائر الدينية واقترنت بأداء العبادة، وتطاول الزمن حتى انطمست من بينها الحدود وتلاشت الفواصل فاختلط الأمر وظنها العامة دينا وأدوها عبادة ووجد من الناس من يدعو اليها باسم الدين ويحض على المحافظة على فعلها فتمكنت من النفوس وهى بدع، واستولت على العقول وهى ضلال، ونشأ عن ذلك جدل عنيف وخلاف شديد ملآ المساجد وأثار الفتن وأورثت العداوة والبغضاء وأوجد التحزب والتفرق، وأدى ذلك إلى قيام طرائق وفرق وجماعات يضلل بعضها بعضا حتى اتخذ بعض الناس مساجد خاصة على قيد بضع خطوات من مساجد الجماعة".
وأجاب شيخ الأزهر أن الموالد التي يقيمها أرباب الطرق لبعض الأولياء في مساجد المسلمين لم تكن على عهد رسول الله بل هى من بدع الفاطميين التي شوهت جمال الدين وصورته أمام الناس بصورة لا تتفق وما ينبغى له من عظمة وجلال، وهى انتهاك لحرمة المشاهد كالذى نجده عند اقامة الموالد من تقديرها بالأطعمة والأشربة ودخول الأطفال فيها حفاة أو بنعال ملوئة، وقد يختلط في تلك الموالد الرجال والنساء فتعظم الفتنة.
وأشد من هذا أن يتحول المسجد إلى ملهى يتبارى فيه المغنون والمطربون فاذا كانت المغنية امرأة كما شوهد في مساجد القاهرة كاان الفساد أكبر والفتنة أعظم لأن المسجد في وقت المولد يدخله جميع الناس، فضلا عن حلقات الذكر التي تقوم على آلات الطرب والأناشيد الغرامية التي ننفخ في نفوس الشبان روح الفسق، كما تقوم على تحريف اسماء الله تعالى وصفاته والتمايل في الذكر إلى حد الرقص والخلاعة. والواجب تطهير المساجد من هذه البدع والمنكرات حتى تكون خالصة لما أعدها الله له من عبادته على الوجه الذي يحبه ويرضاه".
كما هاجمت الصحف المسرح الفرنسي الخليع في مصر وأعلن راغب غالى (الأهرام ٧/ ١٢/١٩٣٢) اننا نحتج على الذين يتوهمون أنهم يستميلوننا بمثل تلك البرنامج المشحونة بذاءة، ودعا الحكومة إلى عدم الانخداع بنظريات الفن والجمال المزيفة حينما يكون في الأمر ما يخالف الآداب العامة أو تراخى الأخلاق.