للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

× كانت الصحافة العربية في هذه الفترة تهدف الى: (١) اصلاح اللغة العربية بعد أن تحولت من الركاكة في التعبير إلى أسلوب ميسر معقول (٢) تحرير الوطن العربي من الحكام المستبدين في مختلف الأقطار، والاستعمار (٣) تحرير الوطن العربي من التقاليد والعادات البالية.

كما قامت الصحافة تدور فعال في قضية المرأة وانشاء الجامعة، ودعم الاقتصاد الوطنى والاشتراكية والقومية العربية.

× واستعملت الصحافة في هذه الفترة أسلوب العاطفة، واثارة النفوس والحماس والرأى الجرئ، وقامت على أكتاف دعاة مؤمنين بأفكارهم أو تجار محترفين يجيدون صناعة بيع القلم، وحتى نهاية فترة ما قبل الحرب العالمية الأولى تحطمت صحافة الرأى الحر وسيطرت صحافة (١) المدارس المتأثرة بالغرب (٢) الصحف ذات اللون الممالئ للمحتل (٣) الصحف المماثلة للاقطاع ومن أسماهم الاستعمار أصحاب المصالح الحقيقية.

وقد استطاع الاستعمار في مصر القضاء على الصحف الوطنية حتى اذا جاءت الحرب العالمية لم يبق في الميدان ال الصحف الشبيهة بالرسمية والموالية للاستعمار والمحايدة.

× بدأت الصحف اخبارية: تحمل الأوامر الحكومية وشئون التجارة والدواوين وأحوال السياسة والتجارة ثم حملت رسالة النقد الاجتماعى والسياسى. وقد اهتم رفاعة الطهطاوى بالاصلاح الاجتماعى، وجدد التعبير الصحفى. واهتم إبراهيم اليازجى بلغة الجرائد وصحح تعبيراتها، وأحل فارس الشدياق التعبيرات الجديدة في مكان الكلمات الأجنبية، ومنها كلمات: المؤتمر، والأسطول والباخرة والبريد والمنطاد والحافلة والازمة المالية والسند والسلك البرقى.

× كان كتاب الصحف في أول الأمر كتاب بلغاء أمثالك ناصيف اليازجى وبطرس البستانى، ورفاعة الطهطاوى، وفارس الشدياق وليسوا صحفيين على النحو الذي عرف بعد الحرب العالمية الأولى.

وكانو يجمعون إلى الصحافة: التعليم، وتأليف الكتب، والبحث العلمى، واللغوى، ولم تكن الصحافة مهنتهم الوحيدة.

× وسجلت الصحف في هذه الفترة معارك ومناظرات أدبية غلب عليها الطابع الشخصى من أهمها معركة: فارس شدياق وإبراهيم اليازجى، كما أجرى مناظرات مع إبراهيم الأحدب، ولويس صابونجى، وسعيد الشرتوبى، وبطرس البستانى، وقامت معركة الشدياق مع اليازحى على أثر موت ناصيف اليازحى ١٨٧١ حين رثاه الشدياق على صفحات الجرائد وانتقده وكان موضوع الانتقاد لظة (لطحل) وقد انتصر اليازحى لأبيه على صفحات الجنان لبطرس البستانى.

ومن أجل معركة رزق الله حسون وفارس الشدياق أصدر حسون مجلة سماها (رجوم وغساق) وهو مؤسس جريدة مرآة الأحوال.

وقد أخذ المؤرخونه على فارس الشدياق أسلوبه المقذع، والعدول عن البرهان إلى الطعن والشتم.

× وانقسمت الصحف بين التيارات التيارات الأربعة (١) التيار الوطنين القومي الحر (٢) التيار العثمانى (٣) التيار الفرنسي (٤) التيار الانجليزى.

وصدرت الصحف في العالم العربي باللغة التركية والعربية في مصر وسوريا، وبالعربية والفرنسية في الجزائر، وهاجر كثير من الكتاب اللبنانيين إلى أوربا وأمريكا وصدرت لهم صحف في لندن وباريس وروما.

فاصدر رزق الله حسون في لندن " مرآة الأحوال " وندد بمبادئ السلطة العثمانية وكان مر الهجاء وعمل معه، لويس صابونجى، وجبرائيل دلال، وأمين الشميل وعبدالله مراش، وكانت دعوتهم إلى اقامة خلافة عربية بدلا من الخلافة العثمانية.

وأصدر خليل غثنم صحفا في فرنسا قاوم بها السلطة العثمانية.

وقامت الصحافة العربية في المهجر، بدور ضخم، فقد ربط بين الجاليات العربية وبين الوطن العربي، وقد صدرت صحف عربية متعددة في كندا، والمكسيك،

<<  <   >  >>