واتسمت مساجلاته بالعمق وقوة الحجة والترفع عن المجادلات الرخيصة.
ولم يأخذ المؤرخون على محمد عبده الا موقفه من الاستعمار البريطانى بعد عودته من منفاه وارتباطه بالمعتمد البريطانى (كرومر) الذي وصفه في كتابه (مصر الحديثة) بأنه زعيم حزب سياسى اجتماعى معتدل يختلف عن موقف الحزب الوطنى المتطرف وقال انه (أنشاء مدرسة فكرية في مصر على نحو ما فعل السيد أحمد خان منشئ كلية عليكرة في الهند).
***
وانه "يعرف بلزوم معاونة الغربي لاصلاح مصر على انه يختلف عن الفئة من المصريين المقلدين للأوربيين" وان هذا الفريق (أى فريق عبده)"عمله صعب جدا لأنهم حلفاء الأوربى المصلح ومساعدوه وسوف يجد محبو الوطنية المصرية أحسن أمل في ترقى اتباع الشيخ محمد عبده للحصول على مصر مستقلة بالتدريج". ومعنى كلام كرومر هذا في الشيخ محمد عبده انه يؤمن بالتعاون مع بريطانيا في سبيل الاستقلال التدريجى وهو المذهب الذي صنعه كرومر وأطلق عليه اسم "الالتقاء مع بريطانيا في منتصف الطريق" وعلى نسقه قام حزب الأمة الذي أنشأه الارستقراطيون والاقطاعيون و"أصحاب المصالح الحقيقية" في مصر, وأصدروا "الجريدة" لسانا لهذا الحزب وهو ما صنعه لطفى السيد بالدعوة إلى التعقيل ومعاداة"النزعة العاطفية" هذه النزعة التي حمل لواءها مصطفى كامل.
ولا شك أن محمد عبده كان له دوره الخطير في أصلاح الأزهر وفي تعزيز الفكر العربي الإسلامي وترقيقه وتحريره من قيود التقليد في المضمون والزخرف في الأسلوب