للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلال القرن من التكيف بالعلوم اليونانية والفارسية فتقدمت العلوم تقدما مدهشا بين العرب وفي كل البلدان التي خضعت لسيادتهم.

وقد كان العرب في ذلك الجهل حين شرعوا يتبادلون ما تركته الأمم المتمدنة فاحبوا تلك العلوم المندثرة.

ورقودها وحلقوا عنها بهجة لم تكن لها من قبل. او ليس هذا دلالة بل برهانا على حبهم الطبيعى للعلوم! صحيح ان العرب أخذوا عن اليونان فلسفتهم كما أخذوا عن الفرس ما اشتهروا به، بيد ان هذه العلومالتى أخذوها بحق الفتح وقد وقوها ووسعوا نطاقها ووضحوها ونسفوها تنسيقا منطقيا وبلغوا بها مرتبة من الكمال تدل على سلامة السوق وتنطوى على التثبيت والدقة النادرين وقد كان الفرنسيون والانجليز والألمان لا يبعدون عن لروما وبيزنظه بعد العرب عنهما، وكان من السهل عليهم ان يستغلوا كنوز علوم تلك المدينتين، ولكنهم لم يفعلوا حتى جاء اليوم الذي ظهر فيه منار المدينة العربية على قمة جبال البرانس يرسل ضوءه وبهاءه على الغره.

فالواقع يكذب ما ذهب اليه رينان فليست عقلية العرب التي استطعت تحصيل ثقافة الفرس والروم بسرعة لا تعدلها سوى سرعتهم في الفتوح الإسلامية بعقلية جامدة راكدة.

ان هناك نوعا من التناقض عندما ما يصف (رينان) عقلية العرب بالاجداب ثم يقول بأنهم أخذوا الفلسفة من الحرانيين أ. هـ.

وقد دارت مناقشة بين رينان وجمال الدين بينت له "ان الإسلام في نصفه الأول لم يحارب العلم وانما حاربه في نصفه الثانى. وان المسلمين لا يحاربون العلم والفلسفة الا عندما يبتعدون عن المنابع الأولى لدينهم وعندما تضطرب أحوالهم الاجتماعية والسياسية واستطرد رينان: لقد خالنى الشيخ غير منصف انى لم أوف الكلام حقه، ولم أقل في المسيحية ما قلته في الإسلام ان الاضطهاد بين المسيحين لا يقل عما كان بين المسلمين وهذا قول الحق، فجاليوا لم يلق من الكاثوليك خيرا مما لقيه ابن رشد من المسلمين.

وقد ظلت هذه الآراء التي قدمها جوبينو ورينان ميدرا للحملة على الفكر العربي والإسلامي وأساسا لم ينقض أبدا بالرغم مما وجه اليه من رد وبالرغم من تراجع رينان عنه فيما روينا من حديثه مع جمال الدين.

وبالرغم من ان هناك مؤرخون منصفون وأحرارا في الفكر: أمثال جوستاف لوبون وسيديو ودوذى فان الحملة على الكيان العربي. د. اتخذت آراء المتعصبين أساسا وتجاهلت آراء المنصفين ومضى الكثيرون من الكتاب العرب المتغربين على هذا النحو الخاطئ الظالم فهاجموا كياننا وقادوا حملة الغريب، ولعل كل ما أورده طه حسين وانطوان سعادة وغيرهم انما كان مصدره آراء رينا مما سنعرض له في مكانه.

المراجع

مجلة المجلات العربية: مايو ١٩٠٧.

الإسلام والتجديد: تشارلس أدمس.

الاتجاهات الوطنية: د. م. محمد حسين.

جمال الدين الأفغانى: د. محمود قاسم

زعماء الاصلاح أحمد أمين

مصر الحديثة: كرومز- ترجمة اسكندر شاهين ١٩٨٠.

رائد الفكر المصرى: د. عثمان أمين.

تاريخ الأستاذ: رشيد رضا.

قاسم أمين: أحمد زكى

مجلة الرسالة/ نظرية الأجناس البشرية أجيبون

<<  <   >  >>