أ - ما رواه ابن المبارك في الزهد، رقم (٤٤٣)، قال: أخبرنا ثور بن يزيد عن أبي رهم السماعي عن أبي أيوب الأنصاري قال: "إذا قُبضت نفس العبد تلقاه أهل الرحمة من عباد الله كما يلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ليسألوه، فيقول بعضهم لبعض، انظروا أخاكم حتى يستريح، فإنه كان في كرب فيقبلون عليه فيسألونه: ما فعل فلان؟ ما فعلت فلانة؟ هل تزوجت؟ فإذا سألوا عن الرجل قد مات قبله، قال لهم: إنه قد هلك. فيقولون: إنا لله وإنا إليه راجعون، ذهب إلى أمه الهاوية، فبئست الأم وبئست المربية. قال: فيعرض عليهم أعمالهم، فإذا رأوا حسنًا فرحوا واستبشروا، وقالوا: هذه نعمتك على عبدك فأتمها، وإن رأوا سوءًا قالوا: اللهم راجع بعبدك". قال ابن صاعد -راوي الزهد عن ابن المبارك-: رواه سلام الطويل عن ثور فرفعه. اهـ. و (ثور بن يزيد)، قال عنه الحافظ في التقريب (ص ١٩٠): "ثقة ثبت إلا أنه يرى القدر" و (أبو رُهم السماعي) اسمه أحزاب بن أسيد، قال الحافظ في التقريب (ص ١٢١): "مختلف في صحبته والصحيح أنه مخضرم ثقة". أما سلام فمتكلم فيه، انظر: الميزان (٢/ ١٧٥). فإسناد الموقوف صحيح، ولا يضره الوقف لأن الحديث في أمر غيبي لا يقال من جهة الرأي، فله حكم الرفع. وقد صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، رقم (٢٧٥٨). والحديث رواه ابن أبي الدنيا في المنامات (رقم ٣) من طريق ابن المبارك هذه. ب - ما رواه ابن أبي الدنيا في المنامات، رقم (١)، قال: حدثني أبو بكر محمد بن رزق الله الكلوذاني، وهاشم بن القاسم قالا أنبأنا يحيى بن صالح الوحاظي قال: أنبأنا أبو إسماعيل السكوني، سمعت مالك بن أدى يقول: سمعت النعمان بن بشير وهو على المنبر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ألا إنه لم يبقَ من الدنيا إلا مثل الذباب تمور في جوّها، فالله الله في إخوانكم من أهل القبور، فإن أعمالكم تعرض عليهم".=