إنا أبينا أن ندين بما به ... دانوا من الآراء والبهتان
إنا عزلناها ولم نعبأ بها ... يكفي الرسول ومحكم القرآن
من لم يكن يكفيه ذان فلا كفا ... ه الله شرّ حوادث الأزمان
من لم يكن يشفيه ذان فلا شفا ... ه الله في قلب ولا أبدان
من لم يكن يغنيه ذان رماه رب ... العرش بالإعدام والحرمان
من لم يكن يهديه ذان فلا هدا ... ه الله سبل الحقّ والإيمان
(٢) السعة والشمول:
وذلك في أمرين: في عرض اعتقاد أهل السنة والاستدلال على رأيهم بالنقل والعقل، وكذلك في الرد على المخالف واستقصاء شبهاته وتفنيدها. وهذه السمة ظاهرة في القصيدة كلها. ومن أمثلتها: إحاطته رحمه الله بمذهب الجهمية من جميع جوانبه. فذكر مذهبهم في الصفات والحكمة والمشيئة والكلام، ثم في الإيمان، ثم في العلو وغيرها. فلم يترك شاردة ولا واردة من مذهبهم إلّا عرضها وبيّنها رحمه الله. ثم ردّ عليهم بعدما أتم عرض مذهبهم، كما في الأبيات ٤٠ - ١٨٧، ثم ٨٣٧ وما بعده. فيخرج القارئ بمعلومات تامة عن كل مذهب والردّ عليه.
(٣) حسن الترتيب والتبويب.
يرتب -رحمه الله- المعلومات والمسائل ترتيبًا يسهّل على القارئ فهم الموضوع واستيعابه، ويسهل الرجوع إلى المسألة التي يريدها