وهذا منهجه في نقل الأقوال والمذاهب سواء كان أصحابها من أهل السنة أو من المبتدعة والملاحدة.
(٦) الموضوعية والإنصاف.
من خصائص منهج المؤلف أنه عند عرضه لمذاهب المخالفين للكتاب والسنة لا يحمل كلام الخصم ما لا يحتمله، أو يقوّله ما لم يقله. ومن أمثلته أنه عندما عرض مذهب ابن حزم رحمه الله في القرآن فقال:
وأتى ابن حزم بعد ذاك فقال ما ... للناس قرآن ولا اِثنانِ
بل أربع كلّ يسمّى بالقرآ ... نِ وذاك قول بيّن البطلانِ
هذا الذي يتلى وآخر ثابت ... في الرسم يُدعى المصحف العثماني
والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذي الثلاث خليقة الرحمن
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كلّ يعبّر عنه بالقرآنِ
فاعتذر الناظم عنه قائلًا:
وأظنّه قد رام شيئًا لم يجد ... عنه عبارةَ ناطقٍ ببيان
يعني أن ابن حزم قصد كذا وكذا من الحق لكنه لم يوفق للتعبير عن مراده الحق وبيانه بعبارة واضحة غير موهمة (الأبيات ٧٤٨ - ٧٥٦).
(٧) قوة الحجة في الردّ على المخالفين.
يتفنن الناظم رحمه الله في الردّ على مذاهب المخالفين الزائغين