خالف ذلك في الشرح، واختار أن يكون كلام الله تعالى حروفًا وأصواتًا مسموعة، وأنه قديم أيضًا حروفه ومعانيه.
أما في نونية الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- فإن هذه المسألة قد قررت على منهج السلف رضوان الله عليهم بأوضح بيان وأجلى حجة، ورُدّت أقوال المخالفين فيها، ودحضت حججهم.
يقول الإمام ابن القيم في تقرير منهج السلف في هذه المسألة (٢٧٣٩ - ٢٧٤١):
واشهَدْ عليهم أنّه سبحانه ... متكلمٌ بالوحي والقرآنِ
سمع الأمينُ كلامَه منه وأدّ ... اه إلى المبعوث بالفرقان
هو قولُ ربِّ العالمينَ حقيقةً ... لفظًا ومعنى ليس يفترقان
هـ - ذكره لبعض الألفاظ المحدثة في الصفات، وفي ذلك يقول:
وليس ربنا بجوهر ولا ... عرض ولا جسم تعالى ذو العلا
سبحانه قد استوى كما ورد ... من غير كيف قد تعالى أن يُحَد (١)
والأصل في هذه الألفاظ الاستغناء عنها بما في الكتاب والسنة، وأن لا يتكلم فيها لا نفيًا ولا إثباتًا، وحين تذكر -لضرورة تقوم لذلك- فإنه لا بد من التفصيل فيها.
وقد عقد الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى- في النونية فصلًا في