للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أن أصل بلاءً أهل التعطيل هو الألفاظ المحدثة المشتملة على حق وباطل، وقبولهم لها بلا تفصيل ولا بيان (١).

و- إثباته للكسب في قوله:

أفعالنا مخلوقة لله ... لكنّها كسبٌ لنا يا لاهي

وكل ما يفعله العبادُ ... مِن طاعةِ أو ضدِّها مرادُ

لِربِّنا من غيرِ ما اضطرارِ ... منه لنا فافهَمْ ولا تُمارِ

وظاهر كلام الناظم -رحمه الله تعالى- تقرير مذهب الأشاعرة في أفعال العباد، حيث قال في تعريف الكسب: "والكسب في اصطلاح المتكلمين ما وقع من الفاعل مقارنًا لقدرة محدثة واختيار، وقيل: هو ما وجد في قدرة محدثة في المكتسب" (٢)، ثم نقل نقولًا في تعريفه.

ثم إنه قرر أن لقدرة العبد تأثيرًا في إيجاد الفعل منه فقال: "فلقدرة العبد تأثير في إيجاد فعله لا بالاستقلال والاستبداد، بل بالإعانة والإذن والتمكين من الفاعل المختار الجواد" (٣).

وإثبات هذا التأثير لقدرة العبد مخالف لمعنى الكسب المقرر عند الأشاعرة فحصل في كلامه رحمه الله تعالى بعض الاختلاف؛ لذلك حين حكى قول المخالفين في هذا الباب وردّ عليهم ذكر أنهم الجبرية


(١) انظر البيت رقم (٣٦٩٤) وما بعده.
(٢) لوامع الأنوار ١/ ٢٩١.
(٣) لوامع الأنوار ١/ ٢٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>