والأمر الثاني أن نسخة ابن أمين الدولة قد قوبلت مرتين على نسخة مقابلة بنسخة المؤلف الأخيرة.
والأمر الثالث أن كاتب نسختنا تبع في رسم الكلمات وضبطها أصله المكتوب بخط ابن أمين الدولة.
هذه الأمور الثلاثة -ولا سيما الأمر الأول- قد رفعت درجة هذه النسخة، ورشحتها لوضعها بجانب النسخة السابقة.
ولما كانت النسختان كلتاهما تنتميان إلى نسخة المؤلف الأخيرة: الأولى لكونها نقلت من نسخة قرئت على المؤلف قبل ستة أشهر من وفاته، والثانية لكونها منقولة من نسخة قوبلت مرتين بنسخة مقابلة بأصل المؤلف الذي حرّره أخيرًا = تشابهت النسختان في عدد الأبيات وترتيبها، ورسم الكلمات وضبطها، وبعض الأخطاء أيضًا.
وقد كتبت هذه النسخة بخط نسخي متقن جميل. وقوبلت على أصلها، تدلّ على ذلك البلاغات الموجودة في مواضع مختلفة منها نحو ق ٩/ ب، ١٩/ ب، ٢٠/ ب، ٣٤/ ب، ٦٢/ أ، ٩٢/ أ. وكذلك التصحيحات والاستدراكات التي أدّت إليها المقابلة، كما في ق ٢١/ أ، ٤٧/ ب، ٥٠/ أ، ٥٨/ ب.
وتوجد في النسخة تعليقات منقولة من أصلها. ومنها:"إلى هنا حرّر على حكم النسخة الجديدة"(٩١/ ب). ولم يصرّح الناسخ بأن هذه الحاشية من حواشي الأصل، وقد صرّح بذلك في ق ٩٨/ أ:"إلى هنا حرر على النسخة الأخيرة، كذا كتب في الأصل".