تنبيه: قال شيخ الإسلام بعد حكايته لهذه الحادثة: "وإن كان -يعني الجويني- في آخر عمره رجع عن هذه العقيدة، ومات على دين أمه وعجائز نيسابور. نقض المنطق ص ٥٢. ٣٦٧ - كما في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [الروم: ٣٠]. وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" متفق عليه، البخاري ٣/ ٢١٩ /ح ١٣٥٨ فتح، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات هل يصلى عليه، ومسلم ١٥/ ٢٥٧ نووي، كتاب القدر، باب معنى كل مولود على الفطرة. والفطرة في الآية والحديث هي: دين الإسلام، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- بعدما عرض الأقوال في الفطرة: "فقد تبين دلالة الكتاب والسنة والآثار واتفاق السلف على أن الخلق مفطورون على دين الله الذي هو معرفته والإقرار به ومحبته والخضوع له، وأن ذلك موجب فطرتهم ومقتضاها يجب حصول ذلك فيها لا يقف على وجود شرط بل على انتفاء المانع" أ. هـ. شفاء العليل ص ٥٩٢، وانظر التفصيل في شفاء العليل ص ٥٥٩ وما بعدها، ودرء تعارض العقل والنقل ٨/ ٣٥٩ - =