- بعد أن أورد الناظم رحمه الله الأصل الذي بسببه عطل أهل الكلام الرب تعالى عن أفعاله، أراد أن يبين فساد هذا الدليل، وأنه هو الذي أفسد على الناس دينهم وجرّهم إلى مهاوي الزيغ والضلال، ولو أنهم التزموا بمنهج الكتاب والسنة لما زاغت قلوبهم عن الحق. انظر درء تعارض العقل والنقل ١/ ٣٩ وما بعدها، ٢/ ٢٢٤، شرح حديث النزول ص ٤١٥ - ٤٢٠، مختصر الصواعق المرسلة ١/ ١٥٠، الصواعق المرسلة ٣/ ٩٨٤ - ٩٨٧، رسالة إلى أهل الثغر ص ١٨٥. ١٠١٤ - قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- عند كلامه على هذا الدليل: "فهذه الطريقة مما يعلم بالاضطرار أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - لم يدع الناس بها إلى الإقرار بالخالق ونبوة أنبيائه، ولهذا اعترف حذّاق أهل الكلام -كالأشعري وغيره- بأنها ليست طريقة الرسل وأتباعهم ولا سلف الأمة وأئمتها، وذكروا أنها محرمة عندهم، بل المحققون على أنها طريقة باطلة". درء تعارض العقل والنقل ١/ ٣٩. ١٠١٦ - يلزم أهل الكلام بسبب دليلهم لوازم لا تليق بالله جلّ وعلا كنفي صفة الكلام بل جميع الصفات الاختيارية، ووصف الله بالنقص لأنه عندهم لا يتكلم ولا يجيء ولا ينزل ولا يستوي إلخ، فصار كالجماد، بل الجماد أكمل منه عند التحقيق، وصار كالممتنعات، وقد تقدم بيان هذه اللوازم في الأبيات: ٦٩٤ وما بعده. ١٠١٧ - نحّتْ: أزالت من التنحية. والأسُّ: الأساس. يعني: أن لوازم دليلهم تخالف أصول الإيمان فلما التزموها زال أساس الإيمان عن مكانه، وتحركت قواعده، فانهدم بناؤه، ورفع الإيمان من قلوبهم.