للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنِي قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى

===

ابن هلب يحدث عن أبيه قال سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن طعام النصارى فقال: "لا يتخلجن في صدرك طعام ضارعت فيه النصرانية" ثم ذكر بسند آخر عن عدي بن حاتم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله (١)، فهذا يفيد تعدد الواقعة وأن السائل في حديث هلب هو هلب والله تعالى أعلم.

"إِن من الطعام طعامًا " هو الطعام النصاري؛ كما يدل عليه رواية الترمذي المتقدمة، "أتحرّج منه" الحرج وهو الضيق ويطلق الإثم ومعنى أتحرج أجتنب وأمتنع كتأثم.

"اجتنب عن الإثم" فقال: يتخلجن قد اختلف في روايته مادة وهيئة، أما الأول فقال العراقي: المشهور أنه بتقديم الخاء المعجمة على الجيم، وروي بتقديم الحاء المهملة على الجيم، وأما الثاني: فهل هو من الافتعال أو من التفعل، والمعنى على التقادير واحد أي لا يقع في نفسك شك منه وريبة، "شيء" أي طعام كما في رواية الترمذي وظاهر هذا الكلام أنه نظيف، فالجواب لإفادة إباحته والإذن فيه وهو المشهور بين الجمهور لحديث: "الإثم ما حاك في صدرك" (٢).

لكن قوله: "ضارعت" بسكون العين وفتح التاء على صيغة الخطاب أي شابهت به الملة النصرانية أي أهلها، يفيد أن سوق الجواب لإفادة المنع عنه كما ذهب إليه أبو موسى المديني، فقال: إنه منع منه، وذلك أنه سأله عن طعام


(١) الترمذي في السير (١٥٦٥).
(٢) أحمد في مسنده (٤/ ٢٢٧) وهو حديث صحيح. وقال الهيثمي في الزوائد (١/ ١٨٠): رواه أحمد والبزار وفيه أبو عبد الله السلمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>